هل يجوز قيام ليلة عرفة

هل يجوز قيام ليلة عرفة أم لا؟ سؤال يطرحه الكثير من الأشخاص لذا قررنا أن نخصص هذا المقال،
لنوضح لكم الإجابة.. تابعونا

هل يجوز قيام ليلة عرفة

  • أوضح أهل العلم أن الأحاديث التي انتشرت مؤخرًا عن فضل قيام ليلة عرفة لا أساس لها من الصحة،
    ولا يجوز الاحتجاج بها، من تلك الأحاديث الآتي:
  • أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عامِرٍ الأَزدِيُّ، والغُورَجِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا الجَراحِيُّ، قال: حَدَّثنا المَحبُوبِيُّ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن نافِعٍ البَصرِيُّ، قال: حَدَّثنا مَسعُودُ بن واصِلٍ، عَن نَهاسِ بنِ قَهمٍ، عَن قَتادَةَ، عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِن أَيامٍ أَحَبُّ إِلَى الله أَن يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيها مِن عَشرَةِ ذِي الحِجَّةِ، يعدل صِيامُ كُلِّ يَومٍ مِنها بِصِيامِ سَنَةٍ، وقِيامُ لَيلَةٍ مِنها بِقِيامِ لَيلَةِ القَدرِ».
    قال المُؤَلِّفُ: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرد به مسعود بن واصل، عن النهاس.
    فأما مَسعُود: فضعفه أَبُو داوُد الطَّيالِسِيّ.
    وأما النهاس: فيضطرب الحديث، تركه يَحيَى القطان.
    وقال يَحيَى بن مَعِين: ليس بِشيءٍ ضعيف.
    وقال ابن عدي: لا يساوي شيئًا.
    وقال ابن حِبَّان: لا يجوز الاحتجاج به.
  • إلا أنهم قد أوضحوا أيضًا أن العبد إذا كان من دأبه قيام سائر الليالي أو معظمها،
    فله قيام ليلة عرفة، وعليه الإكثار من الدعاء في سجوده، والله أعلم.

فضل صيام يوم عرفة 

  • أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عرفة، ونستدل على ذلك بالحديث التالي:
  • روى أبو قتادة الحارث بن ربعي أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِهِ، قالَ: فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وَبِبَيْعَتِنَا بَيْعَةً. قالَ: فَسُئِلَ عن صِيَامِ الدَّهْرِ، فَقالَ: لا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ، أَوْ ما صَامَ وَما أَفْطَرَ. قالَ: فَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومَيْنِ وإفْطَارِ يَومٍ، قالَ: وَمَن يُطِيقُ ذلكَ؟! قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومٍ وإفْطَارِ يَومَيْنِ، قالَ: لَيْتَ أنَّ اللَّهَ قَوَّانَا لِذلكَ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومٍ وإفْطَارِ يَومٍ، قالَ: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عليه السَّلَام. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ، قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ. قالَ: فَقالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إلى رَمَضَانَ؛ صَوْمُ الدَّهْرِ. قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ.
    قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ.

     المحدث: مسلم، المصدر : صحيح مسلم

خير دعاء يوم عرفة

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي:
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»  (حسن، رواه الترمذي).
  • وفي لفظٍ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي:
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ» حسن، رواه مالك في الموطأ.
  • وعن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما قال: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ:
    «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
    (حسن، رواه أحمد).
  • قال الطِّيبي – رحمه الله – في قوله: “بِيَدِهِ الْخَيْرُ”؛ (أي: هذه الأشياء التي يطلبونها من الخَيرِ في يده،
    وهو على كُلِّ شيءٍ قدير). فهو سُبْحَانَهُ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ،
    وَلَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، فَمُلْكُهُ مُلْكٌ كَامِلٌ وعَظِيمٌ.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ولمزيد من المعلومات يمكنكم الإطلاع على هذا المقال:
ذي الحجة “إليك كل ما يخص هذا الشهر من أول يوم وحتى انتهاء جميع مناسك الحج”