على كرسى متحرك يشبه السرير فى امتداده، استلقت عليه «صفاء طه»، على بطنها، مستخدمة فمها لممارسة الرسم كهواية محببة لها واستذكار دروسها، إذ حالت إصابتها بمرض تقلص العضلات، الذى لازمها منذ الولادة، دون نمو الجسم، فضلاً عن الأطراف، لكنها لم تستسلم للإعاقة الجسدية، فتمردت عليها وأتمت الشهادتين الابتدائية والإعدادية، واليوم تواصل امتحانات الثانوية العامة، وترغب فى الالتحاق بكلية الإعلام: «بحب شغل الفويس أوفر جداً»، وأنشأت قناة خاصة بها على موقع «يوتيوب» لاستغلال موهبتها فى الفيديوهات والتعليق الصوتى.
تعتمد «صفاء»، التى تبلغ من العمر ١٧ عاماً، على نفسها فى الجهد الذهنى والدراسة، وتستعين بشقيقتها فى الحركة، حيث ترافقها داخل لجان الامتحانات، بينما ينتظرها الأب والأم خارج المدرسة من أجل الاطمئنان عليهما والعودة معاً إلى المنزل.
لا تكتفى «صفاء» بالدراسة والرسم رغم ما تعانيه من صعوبات هى كفيلة باجتيازها بإرادتها وعزيمتها القوية، إذ تمارس رياضة «البوتشا» وحصلت على ميدالية فضية فى بطولة أفريقيا، وتتمنى أن تصل إلى العالمية وتشارك فى الأولمبياد، وأن تصبح فنانة تشكيلية شهيرة، فهى لا تنظر إلى إعاقتها بقدر ما تنظر إلى عزيمتها القوية: «أنا عمرى ما بصيت إن عندى إعاقة، لأن أسرتى وصحابى دايماً جنبى وبيدعمونى، عشان كده نفسى أحقق أحلامى».
تقلص العضلات، الذى تعانى منه «صفاء» منذ ولادتها، أثر على أطرافها بشكل كبير، وهو ما سبب لها صعوبات كثيرة فى حياتها، لكنها تتمتع بأسرة وأصدقاء يساعدونها على التغلب على كل هذه العثرات: «أهلى وأصحابى هما صمام الأمان بالنسبة لى».