تشكلت في منطقة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وفي نابلس مؤخرا، تنظيمات مشتركة لناشطين فلسطينيين مسلحين ينتمون إلى حركات الجهاد الإسلامي وتنظيم فتح وحماس، وأقيمت في جنين غرفة عمليات مشتركة للفصائل، ويشتبه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن التنظيم المشترك في نابلس ضالع في عملية إطلاق النار في قبر يوسف، الأسبوع الماضي، بحسب تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم الجمعة.
وأضافت الصحيفة أن عودة تنظيم فتح (“كتائب شهداء الأقصى” التي قرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نزع سلاحها) إلى المواجهة المسلحة مع الاحتلال هي “أحد السيناريوها المتشائمة التي تقلق الجيش الإسرائيلي والشاباك”، إذ كانت “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة فتح التنظيم المسلح المركزي في الضفة الغربية خلال الانتفاضة، التي اندلعت في خريف العام 2000.
وحسب تقديرات أجهزة أمن الاحتلال، فإن عودة نشاط “كتائب شهداء الأقصى” مرتبط “بالقلق رقم 1، وهو صحة أبو مازن. فإذا توفي أبو مازن أثناء ولايته، أو يمرض بشكل لا يتمكن من الاستمرار في مهامه، فإن العلاقات بين إسرائيل والسلطة ستصل إلى النقطة الأكثر حساسية منذ وفاة ياسر عرفات في العام 2004”. القلق الإسرائيلي في هذه الحالة هو حيال استمرار التنسيق الأمني.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية إطلاق النار في قبر يوسف، الأسبوع الماضي، التي أصيب فيها مستوطنان وقائد لواء شمال الضفة في جيش الاحتلال، الضابط برتبة عقيد روعي تسفيغ، أبرزت “عناق الدب الذي يمنحه قادة المستوطنين لضباط الجيش الإسرائيلي في هذه المنطقة”. فقد صرح تسفيغ عن تماثله البالغ مع المستوطنين وقال إن “الاستيطان والجيش الإسرائيلي هما الشيء نفسه”.
وأكدت الصحيفة على أن أقوال تسفيغ لم تكن زلة لسان. فرئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة، يوسي داغان، يقود خطوة هدفها “ربط الجيش بحبال ثخينة بالمستوطنين. والزيارات التي تغطيها وسائل الإعلام إلى قبر يوسف هي جزء من الوسائل، ويتم بعدها نشر مقاطع فيديو وصور لضباط تحولوا رغما عنهم إلى أداة في اللعبة الإعلامية”.
وأضافت الصحيفة أن “النتيجة غير المباشرة، الأكثر خطورة، هي عدم الاكتراث الذي يبديه الجيش الإسرائيلي أحيانا بالعنف المنهجي الذي يمارسه مستوطنون متطرفون، من سكان البؤر الاستيطانية العشوائية غالبا، ضد قرى فلسطينية مجاورة. وهذه معركة مدروسة (لاستيلاء المستوطنين) على مزيد من الأراضي”.