«يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي، مالي سواك ولا ألوي على أحدِ»، ألقيت هذه الكلمات على مسامع الرضيع «محمود» من والده القارئ والمبتهل والمنشد الشيخ أحمد رشوان، والذي كان يملأ بيتهم بركة بمدحه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وشب الطفل يومًا فيومًا ومديح المصطفى يملى كيانه، يوميًا آيات قرآنية، ومدائح نبوية بصوت الوالد الذي احترف قراءة القرآن الكريم، وأجاد المقامات الموسيقية، وبرع في مدح النبي، وقلده مرة الابن في حفلة مدرسية، قبل أن ينتقل الأب بالرفيق الأعلى وولده الصغير في الصف الأول الاعدادي.
محمود يحمل راية والده
حكى محمود رشوان لـ«» أنه استيقظ ذات مرة على خبر وفاة والده، وخلي البيت من صوت يمدح المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فقرر محمود وقتها أن يحل محل والده، وأن يكون رجل البيت ويملأ صوته البيت مدحًا وترتيلًا كما كان والده من قبل.
استكمل تعلم الإنشاد في الساحات الصوفية
وبالفعل بدأ الشاب في مدح النبي، وأتم حفظ القرآن الكريم، وجوده ورتله وبدأت بعدها رحلته مع الإنشاد الديني من حوش المدرسة في الإذاعة المدرسية وطابور الصباح، ووجد أنه مازال ينقصه مزيد من التعليم والتدريب، ليجد مبتغاه في مجالس الصوفية، وساحاتهم، مثل الساحة الخليلية وساحة الشيخ الطيب وساحة الأدارسة، حيث شنف أذنه بأصوات المنشدين الكبار وتعلم منهم، وصولًا لعضويته بفرقة الفجر للإنشاد الديني والتي تعتبر من أشهر فرق الإنشاد الديني في الصعيد.
يدرس محمود رشوان بمعهد معاوني القضاء، ويحلم بأن يسمع العالم كله الإنشاد الديني ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، محبة في الممدوح، ورغبة منه أن يبقى اسم والده حيًا إلى الأبد.