في واحدٍ من بيوت قرية «النهضة» التابعة لمنطقة العامرية بالإسكندرية، نشأ الرجل القبطي «ميلاد حنا» الذي أوصاه والده بالأثر الطيب وحسن معاملة الجميع، عهده الجميع جيرانًا وأصدقاءً بوجهه البشوش وطيب المعاملة، واشتهر بين أطفال القرية بتوزيع الألعاب والحلوى على باب المسجد في كل عيد، فأحبه الجميع وامتدت أواصر علاقته بهم حتى بعد أن صاروا شبابا في عمر أبنائه الثلاثة.
عادة منذ 8 سنوات
عادة يرجع عمرها إلى 8 سنوات، حيث يقف القبطي «ميلاد» صباح كل عيد على باب مسجد قريته، وفي يده شنطة كبيرة داخلها لعب وحلوى للأطفال، الذين يجدونه في استقبالهم فور خروجهم من صلاة العيد، حتى حفظوا هيئته ويبتهجون بعادته، يقول الرجل السكندري في بداية حديثه لـ«»: «بقالي سنين بنزل يوم العيد على باب المسجد ومعايا شنطة كبيرة فيها أكياس كتير، كل كيس فيه لعبة وبسكوت وبالونة لكل طفل عشان أعيد عليهم وأفرحهم».
درس عملي للوحدة ية
يجد الأب الأربعيني سعادته فيما اعتاد عليه في عيدي الفطر والأضحى، لإسعاد الأطفال بهدايا العيد في كل مرة، وينجح بتلك العادة في غرس روح المحبة بين الأجيال الصغيرة مسلمين ومسيحيين بحسب تعبيره: «بعمل كده عشان والدي علمني ده، وهما لما يكبروا محدش هيقدر يلعب في عقلهم ويفضلوا فاكرين إن كلنا واحد وأعيادنا كلها واحدة»، بحسب رواية الرجل القبطي الذي نجح في أن يصبح جزءُا ثابتا من احتفالات العيد بالقرية.
قبل انتهاء الإمام من صلاة عيد الأضحى، وقف «ميلاد حنا» على بوابة مسجد القرية، وفي يده شنطة هدايا وحلوى كبيرة للأطفال، كعادة كل عيد، وتولى بنفسه توزيع هدايا العيد عليهم: «فرحتهم بتحسسني بالعيد»، بحسب وصفه.
ليست هدايا العيد للأطفال هي العادة الوحيدة التي يحرص عليها «ميلاد»، بل كان يحرص على توزيع المياه والعصائر على الطريق الصحراوي في نهار رمضان قبل رفع أذان المغرب، وبحسب قوله، يفعل ذلك حبا في العشرة الطيبة لأهل بلده وجيرانه، إلى جانب تلقيه الزيارات المنزلية والمباركات الهاتفية في أعيادهم أيضًا.