خلاصة المشهد الكفاحي الفلسطيني… –

نواف الزرو
ليس من مبالغة في العنوان اعلاه ابدا، فخلاصة المشهد الكفاحي الفلسطيني في هذه الايام ونحن على مسافة ايام قليلة من الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة ، تتمثل بتلك المعارك الكفاحية الملحمية التي يخوضها الفلسطينيون شيبا وشبانا في مواجهة عصابات المستعمرين المستوطنين المجرمين المدججين بالاسلحة، وتتجلى هذه المعارك في الايام والاسابيع والشهور القليلة الماضية في بلدة بيتا وبلدة برقة وأخواتها الفلسطينيات، وقد  شاهدت احدث فيديو يتحدث عن هجمات هذه العصابات التي يشنونها على مدار الساعة على قمم الجبال والتلال في انحاء الضفة الغربية، يطلق عليهم الفلسطينيون اسم”مجرموالتلال”، ويعتبرونهم “اليد الخفية لسطات الاحتلال للسيطرة على رؤوس التلال والجبال في الضفة الغربية”، وشعارهم هو”اطرد العرب لتبني بيتا جديدا على تلة جديدة”، ويحظى هؤلاء بالدعم الكامل من قبل سلطات الاحتلال حكومة وجيشا …!، وتمتد هجمات مجرمو التلال من جبل صبيح الى جبل النجمة الى جبل برناط الاثري جنوب نابلس الى المسعودية الاثرية والى سبسطية الاثرية، ثم الى جبل العالم في نعلين/ ثم الى جبل الفردوس شرق بيت لحم، فجبل الجمجمة الواقع بين سعير وحلحول..امتدادا الى كل جبال وتلال الخليل…!
هكذا هو المشهد الحقيقي بلا اي مبالغة، فهناك الى جانب المعارك والاشتباكات المسلحة في جنين ونابلس بين آونة واخرى، تجري معارك واشتباكات ملحمية على قمم الجبال والتلال، ويحتل جبل صبيح/بيتا قمة الاجندة الكفاحية الميدانية الفلسطينية في الضفة الغربية،ولكن الى جانبه هناك معارك ومواجهات يومية  تدور على مدار الساعة على قمم الجبال في الضفة الغربية، وهي معارك ومواجهات كبيرة  ووجودية واسطورية بالمعنى الكفاحي في الجوهر ومن شأنها ان تقرر ايضا مصير ومستقبل الضفة الغربية، ولكنها معارك ومواجهات منسية ومهمشة امام المعارك والمواجهات اليومية الجارية في الساحة المقدسية في سلوان والبستان وبطن الهوى والشيخ جراح، فكما هي اطماع ومخططات الاحتلال التي تستهدف السيطرة على المدينة المقدسة بكل احيائها ومعالمها، كذلك هي اطماع ومخططات الاحتلال المرعبة للسيطرة على قمم الجبال في انحاء الضفة الغربية، وخاصة في منطقة جبل النار، حيث تشن عصابات المستعمرين المستوطنين هناك هجمات”تلمودية مزعومة-” شرسة  ودموية، بل وتدور هناك معارك وجودية يومية متنقلة من جبل لجبل يقدم فيها الفلسطينيون اهالي المنطقة الشهداء والجرحى والمعتقلين، ولكنهم لا يكلون ولا يملون في كفاحهم الملحمي ضد المستعمرين وجيشهم الاجرامي.
والواضح “ان الاحتلال ومستوطنيه يسعون للسيطرة على قمم الجبال والتلال وذلك لأسباب كثيرة أبرزها: موقعها الاستراتيجي الهام الذي يمكن الاحتلال ليس فقط من الاشراف على مساحات واسعة محيطة، وانما كذلك من الاستيلاء على مزيد من الأراضي وبسط سيطرة أمنية أكبرعلى التجمعات الفلسطينية المجاورة، ومحاصرتها وإخضاعها للرقابة الدائمة، ناهيكم عن احتواء هذه المناطق على ثروات طبيعية من معادن وغيرها، ووجود ينابيع المياه فيها- المركز الفلسطيني للإعلام- السبت 12/يونيو/2021”.
وتمتد المناطق الجبلية من مدينة جنين شمالا إلى بلدة الظاهرية جنوباً، وتشكل الجزء الأكبر من الضفة الغربية، ويصل طولها إلى 120 كم وعرضها إلى 50 كم، وتتكون صخورها من الحجر الجيري، وتمتاز تربتها بالخصوبة وتماسك القوام.
وهذا العنوان اعلاه(المعارك المنسية على قمم الجبال) ليس فيه مبالغة ابدا، بل ربما تعجز القواميس عن التعبير عما يجري هناك في وعلى قمم الجبال على امتداد مساحة الضفة الغربية، و في مدينة  جبل النار ومحيطها، حيث يشن المستعمرون الصهاينة بحماية قوات الجيش المدججة بالسلاح موجات متلاحقة من الهجمات والاقتحامات والتجريفات والقطع والحرق والقتل في وضح النهار، بينما يتصدى لهم الاهالي لوحدهم وبصدورهم العارية وبمنتهى الجرأة والشجاعة والاقدام وقد قدموا الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين في معارك الاسبوع الماضي التي شهدتها جبال بيتا فقط .
يضاف الى كل ذلك الكثير الكثير من التفاصيل المتعلقة بالمواجهات اليومية المفتوحة ما بين اصحاب الجبال والارض والوطن وبين المستعمرين المستوطنين الارهابيين الغزاة الذين يشنون غاراتهم وهجماتهم على مدار الساعة بلا توقف تحت حماية جيش الاحتلال.
الاهالي يخوضون معاركهم اليومية في مواجهة هؤلاء المستعمرين المدججين بالاسلحة وجيشهم ويسطرون ملاحم من الصمود والتصدي ولسان حالهم يقول:
نحن هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون….
نحن هنا صامدون ولن نستسلم او نرفع الرايات البيضاء…
نحن هنا مزروعون بانتظار اشتعال الارض المحتلة بكاملها تحت اقدام الغزاة….؟!
كاتب فلسطيني
[email protected]