قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، اليوم الأربعاء، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيبحث موضوع استشهاد مراسة قناة الجزيرة، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، خلال محادثاته في إسرائيل، التي وصلها اليوم. وأضاف ساليفان أن البيت الأبيض يريد قنصلية في القدس لكن المحادثات ما تزال جارية، وأن بايدن لن يطرح مبادرة جديدة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اتصال مع عائلة أبو عاقلة، دعم واشنطن لتحقيق العدالة من أجل الشهيدة، وأنه دعا العائلة لزيارة واشنطن، فيما أفادت عائلة الشهيدة بأنه “نجدد مطلبنا بلقاء بايدن وتكليف جهة أمنية أمريكية مثل FBI بالإشراف على التحقيق” في اغتيالها.
ونقلت وكالة “فرانس برس” للأنباء عن لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق الشهيدة شيرين، اليوم قولها: “تلقينا اتصالا (من بلينكن) قبل ساعات قليلة وكررنا طلبنا مقابلة الرئيس لدى وصوله” إلى القدس.
وتطرق ساليفان إلى محادثات الاتفاق النووي، وقال إنه “توجد صفقة على الطاولة من أجل العودة إلى الاتفاق النووي. وأنا مقتنع أن إيران يجب أن توافق على الصفقة. لكننا لا ننتظر كل ما يتعلق بإنفاذ العقوبات. ويوجد لدى إسرائيل رأيا آخر، لكن الولايات المتحدة تعتقد أن الدبلوماسية هي الطريق الأفضل من أجل ضمان ألا يكون بحوزة إيران سلاحا نوويا أبدا”. وتابع أن بايدن “سيكون صريحا مع إسرائيل بشأن جهودنا لإبرام اتفاق نووي مع إيران”.
وتتوقع إسرائيل أن زيارة بايدن إلى إسرائيل والسعودية ستشكل بداية لخطوات تقارب بين الدولتين، بحيث توافق السعودية على مرور طائرات مدنية إسرائيلية في أجوائها في طريقها إلى الشرق الأقصى. ويصل بايدن إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم، ويتوجه بعد غد إلى القدس المحتلة والضفة الغربية، وبعد ذلك يتوجه إلى السعودية.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بايدن سيعلن عن خطوات أولية باتجاه تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية بعد زيارته للأخيرة، لكن إسرائيل لا تتوقع أن يعلن بايدن عن إقامة حلف دفاعي إقليمي، وإنما سيتطرق إلى استعداد إسرائيل والدول المطبعة معها لتشكيل حلف كهذا، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع.
وقال المسؤول إن علاقات إسرائيل والسعودية “حساسة جدا وهشة”، مضيفا أنه “نأمل ونعمل كي تكون الخطوات التي ستتخذ الآن بداية وحسب لعملية تطبيع علاقات. ونحن نؤيد ونرحب بزيارة الرئيس للسعودية. وهذا مهم للولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة كلها”.
ونقل موقع “واينت” الإلكتروني عن الحاخام الأميركي مارك شناير، الذي يرأس صندوقا للتفاهم بين الديانات ويقيم علاقات مع حكام في الخليج، قوله إن “ولي العهد محمد بن سلمان، وكذلك شقيقه الأمير خالد، قالا لي إن تعاونا أمنيا مع إسرائيل ضد إيران هو أمر هام، لكنه ليس أقل أهمية من التعاون الاقتصادي بين المملكة وإسرائيل. وأنا مقتنع أنه سنشهد تعاونا اقتصاديا يقود إلى اختراق دبلوماسي، وليس العكس”.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن لبيد سيطلب من بايدن عدم العودة إلى الاتفاق النووي، وزيادة الضغوط على إيران ووضع تهديد عسكري موثوق، معتبرة أنه بذلك ستتنازل إيران عن قسم من مطالبها في الاتفاق. واعتبر المسؤول أن “الالتزام الأميركي بألا تتمكن إيران أبدا من الحصول على سلاح نووي بقواها الذاتية هو هام وقوي أيضا. وزيارة بايدن ستعكس ذلك”.
وادعى المسؤول الإسرائيلي أنه “نحن مقتنعون أنه توجد فرصة غير مسبوقة اليوم لتغيير الديناميكية في الشرق الأوسط بشكل منسق ومكثف. وواضح لجميعنا أننا شركاء في التهديدات والمخاطر وكذلك في الفرص وينبغي فعل أي شيء من أجل التمسك بها. والرياح التي تهب من محادثات أجريناها في الأسابيع الأخيرة مع نظرائنا في واشنطن والمنطقة تقول إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع إسرائيل وشركائها في المنطقة على خطوة ستغير المنطقة”.