اختار المهندس الثلاثيني «محمد فرج» فن صناعة المجسمات، لتفريغ رأسه من ضغوط العمل والحياة، وصارت الورقة وسيلته الوحيدة للتعبير عن نفسه وأفكاره، حتى أبدع في أعمال فنية تُجسد الأحداث والمناسبات التي نعايشها يوميًا، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية والطيور والحيوانات.
بدايته مع فن صناعة المجسمات
بعدما فتش محمد خريج كلية الهندسة، جامعة حلوان، في خزانة ذكرياته عن الفن الذي انبهر به، في مرحلة الطفولة، عند مشاهدته للبرامج التي تُستخدم قص الورق وطيه في صناعة أعمال يدوية جذابة، قرر أن يسترجع تلك الذكريات باختراق عالم صناعة المجسمات، ويبدأ في تنفيذ أعمال بسيطة مثل حروف الأبجدية الإنجليزية، حتى تمكن بعد الكثير من التجارب والممارسة من تنفيذ مجسمات ورقية أكثر تعقيدًا، وفقًا لحديثه مع «».
شعور الإنبهار طغى على محمد عندما قرر، منذ عدة سنوات، أن يتعرف بشكل مُفصل على فن المجسمات: «لقيت فن المجسمات مميز وأدواته بسيطة»، بما شجعه على الإطلاع على فيديوهات ومواقع متخصصة، ووجد متعته في قص الورق وتجميعه لتكوين أشكال مُجسمة: «الأدوات اللي بستخدمها بشكل أساسي هي المقص والمواد اللاصقة وال.. والورق طبعًا وبيكون سميك شوية بوزن يتراوح من 150 جراما إلى 300 جرام».
المكسب المعنوي أهم من المادي
وبالرغم من إبداعه في عمل المجسمات وتشجيع الكثير من أهله ومتابعيه على موقع «فيسبوك» لافتتاح مشروعه الخاص، إلا أنه لم يتخذ القرار بعد في تحويل هوايته إلى عمل يدر عليه دخلًا، وذلك لأن المُجسم الواحد يستغرق في عمله الكثير من الوقت والجهد، والذي لا تعوضه أية أموال يحصل عليها، حسب تعبيره، كما أنه يستطيع تنفيذ الأعمال التي تُعجبه دون الوقوع تحت ضغط طلبات المُشتري من حيث وقت التسليم أو حجم المُجسمات وأشكالها وها: «صعب أفرط في أي مجسم بعمله.. بشوف أن وجودها معايا مكسب معنوي أكثر من بيعها».
مجسم كورونا وكأس العالم
مجاراة الأحداث والمناسبات التي نعيشها على المستوى المحلي والدولي هو ما يسعى محمد إليه دائمًا من خلال مجسماته، إذ قام بصناعة مجسم فيروس كورونا مع بداية انتشار الجائحة، ونفذ مجسم ورقي لكأس العالم عند صعود مصر.
كما نفذ مُجسم للسفينة التي جنحت في قناة السويس، بالإضافة إلى مُجسمات الخرفان في عيد الأضحى، ومجسمات المناظر الطبيعية كالورود، والطيور: «أكثر عمل بيعجب الناس هو مجموعة مُجسمات نفذتها للاحتفال بعيد ميلادي، وكانت عبارة عن تورته وجاتوه وكرواسون وبراد وفنجان شاي وبعض الفواكه».
تنفيذ مجسمات عن حضارة مصر
وفي محاولة لتحويل هواية محمد في صناعة المجسمات إلى مشروع يعود عليه بالربح المادي، يبحث على الانترنت عن طرق تنفيذ المجسمات بمجهود ووقت أقل مما يأخذه؛ حتى يتوافق ذلك مع السعر الذي يخطط لعرضه في المقابل.
وعبر في نهاية حديثه عن طموحه بتنفيذ مُجسمات تعبر عن حضارة مصر باختلاف عصورها في الفترة المقبلة: «بسعى أنشر النوع ده من الفن في مصر بصورة أكبر».