لكل سكان بقعة من العالم الإسلامي طقوس خاصة مرتبطة بالحج والحجيج، وفي المملكة تحديداً في القرى الواقعة جنوب غرب محافظة الطائف كانت هناك فعاليات لتوديع الحجيج واستقبالهم، ولكنها اندثرت مع مرور السنين.
المزارع السعيد محمد الحشري، خلال حج هذا العام أصرّ على إحياء عادات ارتبطت برحلة الحج تتمثل في نصب «مرجيحة» أو كما يسميها سكان القرى الواقعة جنوب الطائف «المدريهة»، التي تحدث عنها قائلاً: «هناك فعاليات ارتبطت في قديم الزمن برحلة ضيوف الرحمن، وحرصت على إحيائها؛ بهدف ترسيخها في ذاكرة الناشئة، ولأجل ذلك قمت بنصب المرجيحة، التي كان سكان القرى يحرصون على إقامتها في أيام الحج، وتستمر حتى آخر أيام التشريق؛ بهدف بث السعادة في روح الحاج وتحفيزه خصوصاً أن رحلة الحاج كانت شاقة وتحفها المخاطر».
وذكر الحشري أن سكان القرى كانوا يجتمعون في المساء ويجلسون مع الحجاج؛ بهدف تسليتهم ورفع روحهم المعنوية، وتهيئتهم من الجانب النفسي لرحلة الحج، التي لم تكن مهيأة بوسائل الراحة مثل اليوم، لافتاً إلى أن جلسات السمر كانت تشارك فيها القرى المجاورة ويطغى عليها المزاح والقصائد وغيرهما من الأمور الأخرى، التي تركز على التخفيف على الحجاج وتهوين العناء عليهم.
وأشار إلى أن الفعاليات التي كانت تقام بالتزامن مع عودة الحاج كانت لها طقوس مختلفة، إذ يحرص الحجيج في رحلة العودة على التبضع من مكة المكرمة فيعودون إلى أهالي القرى حاملين معهم الهدايا البسيطة، ومن بينها الحمص (الحمبص) كما يحلو لهم تسميته والحلاوة والمسابح فيما يتم إهداء القماش «البزّ» للنساء، ويقابلهم سكان القرى بالترحيب وإعداد وليمة مبسطة تسمى «صحن السلامة»، التي كانت تُعدّ من القمح البلدي ويضاف عليها السمن أو العسل حسب الإمكانات المتوفرة.