وعن زيارة بايدن قال الدكتور نادر لـ«»: إنها تأتي لمحاولة ضبط ارتفاع أسعار النفط ما يعيد التأكيد على أن المملكة رقم صعب كونها «Market maker» أي الدولة القادرة على صناعة سعر السوق لأنها تملك القدرة على ضخ إنتاج بشكل سريع، وهذا الأمر غير موجود لدى أي دولة أخرى. صحيح أن العراق وإيران وروسيا على سبيل المثال لديها النفط ولكن ليست لديها القدرة على زيادة الإنتاج بالسرعة الكافية ما يجعل السعودية تمثل قبلة زيارة بايدن.
وفي ما يخص العنوان الثاني، أفاد بأنه يتعلق بمواجهة الخطر الروسي وتمدده في شرق أوروبا، لذلك ستكون الزيارة محاولة لرص صفوف الشركاء في المنطقة على رغم تباين المواقف بشأن هذه القضية. أما العنوان الثالث، فهو مواجهة التحدي الصيني، مع الإشارة إلى التمييز الذي حصل في الاجتماع الأخير للأطلسي بين الخطر الروسي والتحدي الصيني، فالصين اليوم بإمكانها شراء النفط باليوان وليس بالدولار، وسبق أن حصل هذا الأمر، وهو يضر بشكل كبير بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية.
ولفت الدكتور نادر إلى أنه على رغم أهمية عناوين الزيارة، إلا أن هناك عنواناً يطرح نفسه على طاولة البحث خلال زيارة بايدن الى المنطقة، وهو التمدد الإيراني والصراع القائم معها ومصير المفاوضات، لافتاً إلى أنه كانت هناك محاولة من قبل ايران للاستفادة من انشغال أمريكا بالصراع القائم مع روسيا، لربما تمرر الاتفاق بشروط أنسب لها، لكن تصدى لها شركاء أمريكا الممتعضون من سياساتها في المنطقة وقطعوا عليها الطريق لمنع تمرير اتفاق لا يأخذ بعين الاعتبار مصالحهم الاستراتيجية ومسألة الصواريخ والمسيّرات وحرب البواخر إضافة إلى أذرعها بالمنطقة، لذلك تعثر التوصل إلى اتفاق نووي، وبالتالي فإن الأمور ذاهبة نحو المزيد من التصعيد خصوصاً أن الإيرانيين رفعوا نسبة التخصيب بهدف الاقتراب من العتبة النووية ما يجعل أية تسوية دبلوماسية مسألة صعبة، لأن إيران تراكم القدرات النووية، وفي حال وصلت للعتبة النووية، فلن يعد للاتفاق أي جدوى.