نبتة «الكاميليا» التي جاءت من الصين في عام 1824 من البريطانيين، الذين استعمروا الجزيرة المعروفة آنذاك باسم «سيلان» منذ عام 1801، شكلّت حياة أجيال في دولة سريلانكا منذ ذلك الوقت، إذ باتت تعرف بـ«بلاد الشاي»، وهو ما جعل البعض يتساءل عن الأصول التاريخية لهذا الاسم وكيف باتت تلك الدولة الآسيوية، التي تشهد مظاهرات واسعة الآن بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها، رغم أنها من أكبر الدولة المصدرة للشاي.
البداية جاءت من استيراد نبتة «الكاميليا» لأجل عرضها في الحدائق النباتية الملكية خارج منطقة كاندي، وهي تعد الجانب الخصب من البلاد، و نمت تلك النبتة حتى بلغ عائداتها 1.5 مليار دولار من أعمال التصدير في الجزيرة، بحسب تقرير سابق لوكالة الأنباء الفرنسية AFP.
سيلان.. جزيرة للشاي
سنوات قليلة مضت وتحديدا عام 1867حتى بادر مزارع البن الاسكتلندي جيمس تايلور بزراعة 19 فدانا من الشاي بالقرب من منطقة كاندي على ارتفاع حوالي 500 متر، وبعدها جاءت شركة الهند الشرقية بنساء من جنوب الهند للعمل في زراعة الشاي، وبحسب تقريرCNN نقلا عن الوكالة الفرنسية، بحلول عام 1890، حين وصل توماس ليبتون لشراء مزارع الشاي، وتم تصدير 23 ألف طن من الشاي إلى مزادات الشاي في العاصمة البريطانية، لندن، ومنذ ذلك الوقت أصبحت جزيرة سيلان في سريلانكا جزيرة للشاي.
بعض المنازل التي يعيش فيها العمال بمزارع الشارع بُنيت بواسطة البريطانيين خلال فترة ازدهار قطاع الإسكان في عشرينيات القرن الماضي، إلا أن مهنة جمع الشاي كانت تحقق لهم دخلا منخفضا نسبيا، لذلك لجأ أفراد بعض أسر مزارع الشاي إلى العمل في الخارج في منطقة الشرق الأوسط، أو في بعض المدن حول سريلانكا، وكانوا يرسلون الأموال لمساعدة أسرهم.
أكبر مصدر للشاي
وحققت جزيرة «سيلان» الاستقلال عن الحكم البريطاني في عام 1948 ولكن ظلت سوقًا لصناعة الشاي، حتى أصبحت الجزيرة أكبر مصدر للشاي في العالم بحلول عام 1965، ولكن رغم استقلال الجزيرة ظلت الصناعة ذاتها خاضعة لسيطرة البريطانيين.
بمرور السنوات، اعتمدت دولة سريلانكا ما يعرف بـ«مجلس الشاي» في سبعينات القرن الماضي، وهي الهيئة الحكومية العُليا المسؤولة عن تطوير وتعزيز شاي سيلان، لضمان خضوع الشاي لمعايير عالية الجودة.
مراحل صناعة الشاي السيلاني
تُنقل أوراق الشاي من المزارع إلى مصنع قريب من الأراضي الزراعية بالقرب من مدينة كاندي السريلانكية، وتبدأ بعدها عملية «التجفيف» أولى خطوات التصنيع، ثم تبدأ بعدها ماكينات لف أوراق الشاي الذابلة، تليها عملية التخمير، ويجري بعد ذلك تجهيز المراحل النهائية للشاي وتعبئته في أجولة تباع في مزاد في العاصمة كولومبو.