ممر شرفي، لافتات في كل مكان، سيارات فارهة، وطائرات مسيرة، وموسيقى حماسية، بدا الأمر كما لو أن زعيمًا سياسيًا أو شخصية بارزة على وشك المرور، لكن المشهد الذي خطف الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي الساعات الماضية، كان لمدرس فلسفة وعلم نفس، يرى من منظوره الشخصي أن المشهد كله عادي، لمراجعة مجانية لطلاب الثانوية العامة، بحسب ما يروي لـ«».
أول رد من مدرس الفلسفة
كانت المحاضرة، التي أقيمت بنادي الصفا الرياضي، في محيط شارع الهرم، بناء على دعوة من عضو بالبرلمان، وتكفل المدرس ببعض التكاليف المادية، تحمل فيها كافة الملازم الخاصة بالطلاب، إضافة لـ150 مساعدًا ومشرفًا، تحصل كل واحد منهم على مبالغ مالية، دفعها المدرس سيد العراقي من جيبه، بحسب حديثه للوطن.
يقول الأستاذ الذي بدأ الدروس الخصوصية منذ 30 عامًا، وترك العمل بوزارة التربية والتعليم منذ 2015 إنه لم يكن معه حراس شخصيين، والذين ظهروا إلى جواره كانوا أولياء أمور حضروا إلى المكان، وارتدوا الزي الأبيض مثل أولادهم، وتم اختيار اللون باعتبار أن هذا الدرس الأخير لهم في تلك المادة في الثانوية العامة.
حمل الطلاب والطالبات ورودا ولافتات شكر وعبارات محبة، يقول عنها مدرس الفلسفة وعلم النفس إنها كانت تطوعًا من الطلاب وليس بدعوة شخصية منه. ولم يستطع المدرس حصر أعداد الطلاب، فالدعوة المجانية للمحاضرة، عبر صفحته الشخصية، وصفحة أحد الأحزاب السياسية، جلبت له أعدادًا كبيرة من الطلاب قدرها بالآلاف، سواء من محافظة الجيزة، أو بعض مناطق القاهرة كالزاوية وشبرا، لكن المدهش بالنسبة لمدرس الفلسفة، حضور طلاب من محافظة الفيوم بـ«ميكروباص»، موضحًا: «ومحبتش أمشي ولا طالب، ولو كان الطلاب حطوا الإعلان على صفحاتهم كانوا قفلوا الدنيا لحد الأهرامات التلاتة».
قبل أيام من امتحان علم النفس، أخبر سيد تلاميذه ببضعة أسئلة، عليهم مذاكرتها جيدًا، وكانت أغلب أسئلة الامتحان منها، ما منحه شهرة أكبر وبالتالي كانت أعداد حضور المحاضرة المجانية كبيرة.
ويستنكر سيد تعليقات البعض التي تناولت العربات التي رافقته، موضحًا: «هو لازم المدرس يبقى عرقان ودقنه كبيرة ومنعكش والطلبة تستهر بيه!»
وشبه البعض ساخرين على مواقع التواصل الاجتماعي المحاضرة، بحفلات عمرو دياب في الساحل، وحفل منير في الإسكندرية. وفي ذلك يقول العراقي، إن محاضرته على الأقل كانت علمية وهادفة، وبها تنظيم كبير. وحول لقبه «مدرس الاستاد» يقول العراقي، إنه اشتهر به في عام 2015 حينما قدم محاضرة لطلابه بأحد الاستادات، وحينها أطلق عليه الإعلام، ذلك اللقب.
ومع الانتشار الكبير للفيديو، الذي وثق المحاضرة، طلب البعص من المدرس حذفه من على منصاته الشخصية، ليمتثل للأمر، موضحًا: «أنا مش شايف إن الدرس ده كان معارضة لقرار منع الدروس الخصوصية، لأنه كان مجاني، ومتقاضتش منها أي أجر».