الأزمة الصحية العالمية تتفاقم

تشهد الولايات المتحدة ودول غربية كبرى ارتفاعاً متواصلاً في الإصابات الجديدة بفايروس كورونا الجديد، ما أدى بدوره إلى ارتفاع متزايد في عدد المنومين بتلك الإصابات في المشافي الأمريكية والأوروبية. وإذا استندنا إلى الأرقام، سيمكن القول إن إصابات كوفيد تتزايد في العالم بأكمله. فقد بلغ عدد الإصابات الجديدة الخميس الماضي 914379 حالة، تمثل زيادة نسبتها 23% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً. وبلغ الجمعة الماضي 913866 حالة، تمثل زيادة 20% عما كان عليه العدد قبل 14 يوماً. وبلغ مجموع إصابات السبت الماضي 950652 حالة (بزيادة 24% عما كانت عليه قبل أسبوعين). وسجلت دول العالم أمس (الأربعاء) 974225 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، تمثل زيادة قدرها 20% عما كان عليه العدد قبل 14 يوماً. وخلال تلك الأيام شهد العالم:

• ارتفاع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة الى 91 مليوناً.

• فيما تقترب الهند من تسجيل 44 مليون إصابة منذ بدء نازلة كورونا؛ قفز عدد إصابات البرازيل إلى 33 مليوناً. وارتفع للمستوى نفسه عدد إصابات فرنسا.

• بينما تقترب ألمانيا من بلوغ 30 مليوناً من الإصابات؛ قفز عدد الإصابات في بريطانيا إلى 23 مليوناً. والمِحنة الأكبر بالنسبة إلى بريطانيا أن عدد وفياتها بالفايروس بات يقارب 200 ألف وفاة.

• ارتفع عدد إصابات إيطاليا إلى 20 مليوناً. وتجاوز عدد إصابات اليابان 10 ملايين إصابة.

ورصدت «» الدول التي سجلت أكبر عدد من الإصابات خلال الأيام الماضية على النحو الآتي:

لا تزال الولايات المتحدة تسجل أكبر عدد من الإصابات الجديدة، بما لا يقل عن 100 ألف إصابة جديدة يومياً. (132928 إصابة الخميس الماضي، 129987 الجمعة، 130073 السبت، 126454 إصابة الأحد). وسجلت أمريكا أمس (الأربعاء) 124102 إصابة جديدة، فيما ارتفع عدد منوميها بكوفيد19 إلى 41127 شخصاً.

تسجل اليابان ارتفاعاً متواصلاً في عدد إصاباتها الجديدة: 97339 إصابة الخميس، 99291 الجمعة، 79633 الأحد). ولذلك كان طَبَعِيَّاً أن يرتفع العدد التراكمي لحالات اليابان (الأربعاء) إلى 10.47 مليون إصابة.

من الدول الأكثر مساهمة في إصابات العالم هذه الأيام: كوريا الجنوبية (76378 إصابة الأربعاء)، وأستراليا (48971 إصابة الأربعاء)، والمكسيك (34885 إصابة الخميس، و34567 إصابة الجمعة، و31153 إصابة السبت)؛ وإيطاليا التي سجلت 104338 إصابة الخميس الماضي، و100596 إصابة الجمعة.

وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الثلاثاء) إلى أن جميع أرجاء الولايات المتحدة تشاهد تفاقم عدد الإصابات الجديدة، بسبب تفشي سلالة BA.5، المتفرعة عن أوميكرون، التي تعتبر الأسرع تفشياً منذ اندلاع وباء كورونا. وذكرت الصحيفة أن مناطق أمريكية تدرس إعادة فرض إلزامية ارتداء الكمامة. وأدى تسارع تفشي سلالة BA.5 في الولايات المتحدة منذ مايو الماضي إلى تنويم 41127 شخصاً حتى صباح الأربعاء، بزيادة نحو 20% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً.

وبالطبع فإن هناك من الخبراء والعلماء والعامة من يرون أنه مع إصابة ثلث عدد سكان الولايات المتحدة (91 مليون نسمة)، وتطعيم أكثر من نصف عدد السكان، لم يعد ثمة مجال للفزع، بل القلق فحسب، مع توافر اللقاحات الفعالة، والأدوية الناجعة ضد كوفيد19.

من مشكلات أمريكا حالياً أنها تخلت عن إلزام الولايات بإبلاغ الحكومة الفيديرالية بعدد الإصابات الجديدة الذي تسجله يومياً. وهو مؤشر يعتبره خبراء عدة حيوياً لدرس الأزمة الصحية من زواياها كافة. غير أن خبراء آخرين يرون أنك لست بحاجة لتحصي كل قطرة مطر لتعرف أن السماء تمطر. وأضحت ولايات عدة تعتمد في تحليلها لأوضاعها الصحية على تحليل نتائج مسح محطات الصرف الصحي، ونتائج الفحوص، ونسبة الفحوص الموجبة، والإحصاءات المتعلقة بعدد المصابين الذين تم تنويمهم بالمشافي.

(ماراثون المليون إصابة)

تتنافس عشر دول، غالبيتها في أمريكا الوسطى والجنوبية، وإحداها في العالم العربي، على الارتقاء إلى قائمة الدول التي رزئت بأكثر من مليون إصابة بفايروس كورونا الجديد. وتتصدر مجموعة العشر روسيا البيضاء (بيلاروسيا)، بـ 994037 إصابة، أسفرت عن 7118 وفاة. ويبلغ عدد سكان روسيا البيضاء 9.4 مليون نسمة. وتأتي غواتيمالا ثانية، بـ 991257 إصابة، أدت لـ 18839 وفاة. ويبلغ عدد سكان غواتيمالا 18.6 مليون نسمة. وفي المرتبة الثالثة نيبال، بـ 982062 إصابة، أدت لـ 11954 وفاة، من عدد السكان البالغ 30.2 مليون نسمة. وفي المرتبة الرابعة بوليفيا بـ 979738 إصابة، من عدد سكان يصل إلى 11.99 مليون نسمة. تليها الإمارات العربية، بـ 976180 إصابة، نجمت عنها 2325 وفاة. ويبلغ عدد سكان الإمارات 10.13 مليون نسمة. وتليها أوروغواي بـ 967808 إصابات من عدد سكان لا يتجاوز 3.5 مليون نسمة. وتأتي بعد ذلك بنما (942083 إصابة)، وإكوادور (936227 إصابة)، ومنغوليا (932058 إصابة)، وأخيراً كوستاريكا (904934 إصابة).

(أمريكا ونيوزيلندا… كوفيد وراء أكبر «وَدَاعيْن»)

أعلن كبير مستشاري الإدارة الأمريكية في مكافحة الأمراض المًعدية الدكتور أنطوني فوتشي أن المتعجلين لاختفائه من المشهد الصحي سيضطرون إلى الانتظار أطول، ريثما يتقاعد في يناير 2025، مع نهاية الفترة الرئاسية الأولى للرئيس جو بايدن. ويعد فوتشي البالغ من العمر 81 عاماً أشهر طبيب في أمريكا. وعلى رغم الجدل الذي أثاره دوره في مكافحة الوباء العالمي؛ فقد ظل كبير المستشارين الطبيين للإدراتين الجمهورية السابقة والديمقراطية الحالية. وظل فوتشي يخدم في سلك الطب الحكومي منذ أكثر من 50 سنة. ويتولى منذ عقود عمادة المعهد القومي للحساسية والأمراض المُعدية. وكان فوتشي ذكر في مقابلة معه في سنة 2021 أنه كتب مذكراته. لكنه لن يتعاقد مع أي ناشر ما لم يتخل عن الوظيفة الحكومية التي يشغلها. وفي وداع آخر؛ أعلن المدير العام لوزارة الصحة في نيوزيلندا الدكتور أشلي بلومفيلد أمس أنه كان يحلم بإقامة حفلة صاخبة له لمناسبة تقاعده. لكن تزايد الإصابات بكوفيد19 في نيوزيلندا جعل تحقق ذلك الحلم مستحيلاً. ويعزى قرار تأجيل الاحتفال بتخلي بلومفيلد عن وظيفته إلى الارتفاع المتزايد للإصابات الجديدة، ما ينذر بشتاء صعب هناك.