«النووي» والاختراقات الأمنية يهزان «الملالي»

تبدو إيران في الوقت الحالي في أزمات داخلية وخارجية متلاحقة، فلا تنتهي من أزمة الملف النووي حتى تواجه أزمات أمنية تعصف بالمؤسسة الأمنية والعسكرية على حد سواء، وبدت ملامح هذه الأزمة جلية للمتابعين في عدة أشكال، فالملف النووي الإيراني الذي يكاد أن يصل إلى طريق مسدود، يفاقم الأزمة الاقتصادية الإيرانية ويزيد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية في الداخل الإيراني، الذي يغلي في كل يوم ضد نظام الملالي المتسلط والمنفرد بالحكم، فيما يقبع ملايين الإيرانيين تحت خط الفقر.

ويشكل إصرار واشنطن على إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة العقوبات أكبر تحدي لطهران الذي يحاول وزير خارجيتها حسين عبداللهيان استمالة الغرب إذ قال اليوم (الأربعاء) على أمريكا أن تتحلى بالواقعية في المفاوضات النووية، بعد أن كانت اللهجة السياسية الإيرانية مرتفعة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يشير إلى حجم الضغط التي تعاني منه إيران.

لا تتوقف الأزمات الإيرانية على المستوى الخارجي فهناك هشاشة أمنية وعسكرية تعيشها البلاد، إذ يتساقط ضباط إيران يوما بعد يوم ولا توجد لديها القدرة على وقف حالة الاستنزاف الأمنية خصوصاً بعد اعترافها اليوم بمقتل ضابطين من حرس الحدود في مواجهات مع «متسللين» مسلحين حاولوا الدخول إلى البلاد عبر محافظة كردستان (غرب)، حسبما أفادت وكالة فارس نيوز الإيرانية.

وفي الأسبوع الماضي، أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ضابط في قوات البحرية الإيرانية في مدينة نوشهر، حيث كشف قائد القوات البحرية العميد مصطفى عسكري، أن بيت الله ديوسالار ضابط برتبة ملازم ثان من قوات البحرية في هذه المدينة قضى خلال أداء مهمته، دون الإدلاء بتفاصيل عملية الاغتيال.

وتعمد السلطات الإيرانية إلى إخفاء الوقائع التي تعيشها المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية سواء في إيران أو سورية، إذ تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن عدد الخسائر الإيرانية على مستوى القيادات العسكرية في تزايد، بينما تحاول طهران التعتيم على هذه الأنباء.

هذه الأزمات الداخلية والخارجية، تعكس فشل سياسة الملالي في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، فيما تعمل في الوقت ذاته على زعزعة الاستقرار في المنطقة وتصدير أزماتها إلى الخارج وهي الإستراتيجية الإيرانية الثابتة منذ وصول الملالي إلى الحكم.