حياة طبيعية وسعيدة كانت تعيشها الفتاة العشرينية أمنية عاطف، ابنة محافظة القليوبية، تمرح هنا، وتخرج للتنزه رفقة صديقاتها هناك، وتلتقط الصور التذكارية بابتسامة صادقة على وجهها، إلا أنها ومنذ عام واحد تبدلت حياتها بالكامل، وانقلب فرحها حزنًا وحل العبوس مكان ضحكتها، بعدما أُصيبت بسرطان حاد في الدم تلقت على إثره جرعات الكيماوي التي أطاحت بشعرها، بل وإلى جانب كل ذلك راح المرض يزيد من ثقله عليها بعدما بات علاجها يتوقف على دفع مئات الآلاف التي عجزت أسرتها بالطبع عن دفعها، ما جعل والدتها تستغيث.
إصابة «أمنية» بالسرطان
بقلب مكلوم وصوت أصابه الضعف وتملك منه الحزن، روت السيدة الخمسينية سعدية محمد، ابنة قرية طنط الجزيرة بمركز طوخ محافظة القليوبية، قصة إصابة ابنتها «أمنية»، صاحبة الـ27 عامًا بـ السرطان، في حديثها مع «»، قائلة إنه في يوم 29 أغسطس العام الماضي، ارتفعت درجة حرارة الفتاة بشكل لافت، ما استدعى ذهابهم إلى الطبيب المختص الذي أكد لهم أنها مُصابة بكورونا لا أكثر، مضيفة أنه بعدما زادت الأعراض وتنوعت بعد مرور 15 يومًا ذهبوا إلى طبيب آخر فأخبرهم أنها تعاني من ميكروب في الدم، وهو ما استلزم إجراء بعض الفحوصات والتحاليل التي بمجرد ظهور نتائجها تبدل حال الفتاة وأسرتها تمامًا وهجرتهم الفرحة.
«لقيت بنتي عندها سرطان حاد في الدم».. قالتها الأم بتنهُد، مشيرة إلى أنه جرى حجزها في معهد ناصر بمحافظة القاهرة، وهناك تلقت جرعتين من الكيماوي، فانخفضت نسبة السرطان لديها من 90% إلى 2.5%، لذا تم إعطاء الفتاة 4 جرعات تثبيتية أخرى على مدار 4 أشهر بواقع جرعة كل شهر، إلا أن فرحتهم خُطفت في منتصف الطريق؛ إذ بعد إجراء فحص البزل للاطمئنان على صحة الفتاة والتأكد من شفائها تمامًا، تفاجئوا بأن المرض عاد ينشر سمومه في جسدها مرة أخرى، ولكن على نحو أكثر قسوة بعدما بات خروجه من جسمها مرهونًا بإنفاق مئات الآلاف: «الدكاترة قالولي بنتك محتاجة تاخد 4 جرعات مختلفة عن بتوع المرة اللي فاتت، ودول مش موجودين في بروتوكول علاج وزارة الصحة فلازم تجيبيهم على حسابك»، وفقًا للأم.
وأوضحت والدة الفتاة أن تكلفة الجرعة الواحدة 150 ألف جنيه: «أنا هجيب منين 600 ألف، وكمان قالولي إن الجرعات دي قابلة للزيادة يعني ممكن تحتاج أكتر من 4».
احتياج «أمنية» إلى ما يقرب من مليون جنيه للعلاج
لم تنته مأساة الأم الأرملة التي تربي 4 فتيات وولد مريض أيضًا عند حد الـ600 ألف جنيه، وإنما في حال شفاء ابنتها من سرطان الدم فستحتاج إلى إجراء عملية زرع نخاع، بعدما أُصيبت بتلف الأنسجة والجينات وفشل في النخاع، وهو ما سيحتاج إلى مبلغ 400 ألف جنيه: «بنتي عروسة على وش جواز وملحقتش تفرح زي البنات.. نفسي أشوف ضحكتها على وشها تاني وأشوفها رايحة جاية مع صحباتها»، لافتة إلى أن «أمنية» كانت تدرس بكلية الشريعة الإسلامية – جامعة الأزهر، إلا أن المرض منعها من استكمال دراستها.
وبالرغم من كون الأم موظفة بالوحدة المحلية ببلدتها وتتقاضى شهريًا ما يزيد عن 4 آلاف جنيهًا، إلى جانب معاش زوجها المتوفى، الذي تبلغ قيمته 1700 جنيه، إلا أن كل ذلك لن يسعفها بالطبع لتحمل نفقة علاج ابنتها؛ إذ بالكاد يكفي المصاريف المعيشية للأسرة التي يعاني أغلب أفرادها من أمراض ومشكلات صحية: «عندي ضغط وسكر، وواحدة من بناتي عندها ورم في الغدة الدرقية، وكمان أحمد ابني الكبير مريض نفسي وعنده كهرباء زايدة على المخ وكل ده بيحتاج علاج كل شهر»، مستغيثة بمن يمد لها يد العون ويساعدها على رؤية ضحكة ابنتها من جديد.