ما زال يعتقد الكثيرون أن تربية الأطفال يقتصر دورها على الأم فقط، والحقيقة أن ما دام الأب حى يرزق، فعليه باحتواء أبنائه، وتحمل مسؤوليتهم على المستوى المادي والمعنوي، كونهم مسؤوليته، ومن ثم فإن أولى خطوات تربية الأولاد السليمة وجود علاقة سليمة وقوية بين الأب والأم.. والآن: نكتشف فيما يلي كيف تحتوي طفلك.. فتابعنا.
تربية الأولاد في الإسلام
ذكرت دار الإفتاء المصرية في تصريح لها أن الإنسان هو دين الرحمة، وأولى الناس بالرحمة هم الأطفال، فيقول النبي -صل الله عليه وسلم: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا”، الأمر نفسه في كون الإسلام دعى إلى تربية الأبناء بالرفق واللين، فيقول -صل الله عليه وسلم-: “إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شئ إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شئ إلا شانَه”.
ومع هذا نجد أن بعض الآباء والأمهات يلجئوا إلى الضرب أو العنف مع الأبناء باختلاف أعمارهم، وهذا الأمر لا يمت بالدين بصلة، فعن عائشة قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إِلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قطّ فينتقم من صاحبه، إلاّ أن ينتهك شيئا من محارم الله فينتقم».
أصعب مرحلة في تربية الأطفال
نعلم أن التربية أمر صعب، ولكن قرار إنجاب طفل يحتاج إلى تفكير ودراسة، واستعداد جسدي ونفسي لدى الأب والأم قبل اتخاذ قرار الإنجاب، والحقيقة أنه بمجرد ميلاد الطفل تبدأ أصعب مرحلة من التربية، والتي لا تنتهي إلى أن يصل الإنسان إلى مرحلة النضج.
ونؤكد أن السنوات الخمس الأولى (حتى السبع سنوات) هم السنوات الأكثر صعوبة في تربية الطفل، ففي هذه الفترة يتعرض الطفل إلى الاختلاف والتغير أكثر من مرحلة المراهقة، ومن ثم عليك أن تنتبه إلى الكثير من الخطاء التي قد تعيق تواصلك مع طفلك نكتشفها معًا فيما يلي:
الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال
- تذكر أن طفلك مهما كان صغيرًا فهو يشعر ويفهم كل ما يحدث.
- لا تتجاهل مشاعر طفلك.
- ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره.
- وحاول أن تساعده في فهم مشاعره.
- شارك طفلك بعض مشاكل المنزل.
- واعطي له الفرصة في طرح حلول.
- مع الأخذ بالاعتبار أنه ليس منقذ لأحد.
- لا تفرط في تدليل طفلك.
- ولا تفرط في الاهتمام به.
- أعطي طفلك فرص الاكتشاف والاحتكاك بما حوله.
- لا تتجاهل مشاعر طفلك أو مخاوفه.
- لا تتردد في التعبير عن مشاعر الحب تجاه طفلك.
- اقترب من طفلك فأحيانًا حضن واحد سيفي بالغرض.
- لا تميز بين طفلك وأخوته.
- لا تلجأ إلى التوبيخ والتعنيف.
- أكد لطفلك أنك تثق به وتدعمه.
- حاول ألا يكون العقاب قاسي.
تذكر دائمًا، أنك كنت طفلاً وطالما تمنيت لو أن أحدًا اهتم إلى أمرك، أو لم يلجأ إلى أسلوب التوبيخ أو التقليل أو العنف.
تربية الأطفال العنيدين
أما عن الطفل العنيد، فعادة هو الطفل الذي يميل إلى الاستقلالية، ويسعى إلى الوصول إلى ما يريد دون مساعدة من أي شخص، ولهذا فهو سريع الغضب، ولكنه مع هذا شخصية قيادية، ولهذا اكتشف ما يلي:
- استمع إلى طفلك.
- واتركه يعبر عن نفسه بصراحة ووضوح.
- قدم له خيارات بدلاً من فرض رأيك.
- حافظ على هدوئك.
- احترم رغبة طفلك.
- ناقشه في الأمر.
- حاول ان تسأل نفسك عن سبب لجوء طفلك للعند فعادة سيكون الأمر مرتبط بأحد الوالدين أو كلاهما.
كيف احتوي الطفل؟
وأخيرًا، إن احتواء الطفل يتطلب عادة إعطاءه فرصة للتعبير عن مشاعره، ثم سؤال الطفل عما يرغب به في لحظة انفعاله، هل يرغب في الاقتراب من أحد الوالدين أو الاختباء في حضن أحدهما، أم يحتاج إلى البكاء بمفرده؟ والأفضل أن تسأل طفلك كيف يشعر؟ وما الذي يجعله يتخطى هذا الشعور أو الألم؟ النقاش والتفهم والتقبل من أهم طرق احتواء الطفل.
نذكرك، طفلك مسؤوليتك، ففي حالة لم تستطع التواصل مع طفلك الجأ فورًا لأحد المتخصصين، حرصًا على سلامة طفلك.
ومن هنا نكون قد تعرفنا معًا إلى كيفية تربية الأولاد في الإسلام، والآن: هل لديك أي استفسار حول التربية؟ شاركنا ما تبحث عن هفي تعليق.