يحملون أطفالهم على كتفهم، يقطعون مئات الكيلو مترات، يأتون من صعيد مصر، ومن أقاليمها، متجهين صوب مستشفى 57357، المتخصصة في علاج سرطان الأطفال بالمجان، ليأخذ أطفالهم جرعات الكيماوي، وبين جرعة والأخرى ساعات قد تصل إلى أيام، ما جعل فعلة الخير، يوفرون لهم أماكن تحميهم من عناء السفر المرهق للبدن، فهناك أماكن مخصصة لهم، في منطقة السيدة زينب بمحافظة القاهرة.
حالة من البؤس تسيطر عليهم، يحاولون بكل طاقتهم أن يجعلوا أطفالهم يبتسمون فقط، ولكن في تلك الأيام تغيب البسمة عن أطفال السرطان، نتيجة الكيماوي الذي يفتك بصحتهم، حتى جاء إليهم حسن توشكى، وصديقه محمد عرباوي، ليقضيا معهم ساعتين فقط، إذ يقدم الأول لهم عروضًا مضحكة، ويلعب معهم من أجل التخفيف عنهم.
تجمع مرضى السرطات المغتربين
ويروي «العرباوي»، خلال حديثه لـ «»، أن هناك جمعية خيرية بمنطقة السيدة زينب، تتولى أمر مرضى السرطان وأهاليهم، فالفارق بين الجرعة الأولى والثانية، قد يكون يومين مثلاً، وبعض المرضى يأتي من جنوب الصعيد، ما يجعل هناك صعوبة في الذهاب والعودة، مضيفًا: «المكان ده معروف إن بيبقى فيه المرضى اللي بيتعالجوا في مستشفى 57357، عشان كده أخدت صاحبي حسن توشكى وروحنا هناك نفرح الأطفال، لأنه بيضحكوا بصعوبة».
زيارة كل أسبوعين للمرضى المغتربين
ويقدم «حسن»، فقرة استعراضية كاملة مدتها ساعتين، يحاول خلالها التخفيف عن الأطفال مرضى السرطان المغتربين، كما أنه يقدم على زيارتهم كل أسبوعين تقريبًا، وذلك كصدقة على روح أخيه المتوفى، بحسب صديقه «العرباوي» الذي يقول: «هو شغال في فرقة استعراضية وكان أخوه معاه بس توفى، عشان كده بيروح يفرح الأطفال كصدقة على روح أخوه».