| حياة «مازن» واقفة على فص من كبد والدته: باقي 115 ألف جنيه والعملية بعد يومين

كعادته كل يوم، يستيقظ الطفل «مازن» في عجالة مسرعًا للذهاب إلى المدرسة في موعده، عيناه مليئتان بالحماس، يرتفع صوت ضحكته بعد كلمات قليلة يحفزه بها مُعلميه وسط زملائه في الفصل، ليعود في نهاية كل يوم يروى على والديه ما حدث معه بوجه متبسم ضاحك، أكبر أبنائهم الذي وضعوا فيه آمالهم، قبل أن يخطف المرض ضحكته ويربك حياة الأسرة بأكملها.

المشهد السابق اختلفت ملامحه كثيرا بحلول عام 2019، الذي جاء حاملا تغيرا جذريا في حياة المراهق مازن أحمد، البالغ من العمر 14 عاما، إذ عاد إلى والديه في نهاية أحد الأيام، يشكو من ألم غير محدد أسبابه، بدأ على إثره رحلة طويلة في العلاج لم تنته حتى الآن، يروي الأب في بداية حديثه لـ«»، عن ابنه الأكبر الذي ينتظر إجراء جراحة عاجلة له لإنقاذ حياته.

مرض وراثي جيني

عيادات أطباء من تخصصات مختلفة، طرق المراهق الصغير أبوابها، بحثا عن تشخيص طبي صائب لحالته، حتى أجمع تشخيص الأطباء في النهاية على أنه مصاب بـ«تليف كيسي» وهو اضطراب وراثي يُسبب تلفًا شديدًا في الرئتين والجهاز الهضمي وأعضاء الأخرى في الجسم، وقع الخبر كالصاعقة على والديه: «كل الدكاترة أكدوا إنه مرض وراثي ملوش سبب»، ليدخل «مازن» من بعدها في دوامة العلاج من الرئة والكبد، إذ تضرر الأخير إثر الإصابة بهذا المرض الوراثي.

علاج شهري بـ7 آلاف جنيه

مضت الأيام ثقالا على الأسرة يحلمون بشفاء ابنهم الأكبر، وقعت الأسرة تحت أزمة مالية إثر تكاليف علاج «مازن» والفحوصات الطبية التي يخضع لها: «علاجه في الشهر كان بيكلفنا حوالي 7 آلاف جنيه لحد ما وصل لمرحلة أنه محتاج زراعة فص كبد عشان يعيش ولازم يعمل العملية»، بحسب رواية الأب.

تحاليل وفحوصات طبية خضع لها والدي «مازن» يتنافسون بينهما أيهم يتبرع له بفص من كبده لينقذ حياته، حتى تطابقت الشروط على والدته «مروى» وفي العشرين من أبريل الماضي، قررت لجنة منح الموافقات التابعة للجنة العليا لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة، إعطاء الموافقة على عملية زرع جزء من الكبد تبرعت به الأم إلى ابنها، حسبما جاء في التقرير الطبي.

متبقي 115 ألف جنيه لإنقاذ حياة مازن

450 ألف جنيه، تكلفة عملية زراعة الكبد، نجح الأب الذي يعمل محاسبا في تدبير جزء كبير منه ولا يزال متبيقا 115 ألف جنيه عجز عن جمعهم حتى الآن: «العملية يوم الاتنين الجاي ولازم ندفع المبلغ كامل وباقي 115 ألف جنيه»، يقول الأب في حديثه، مناشدا الجميع بالتبرع قدر استطاعته لمستشفي السعودي الألماني القاهرة لإنقاذ ابنه.