| «آية» تقاوم إدمان الـ«سوشيال ميديا» بألعاب ورقية: بنرجع اللَّمة الحلوة

زادت سيطرة منصات الـ«سوشيال ميديا» على الناس خلال السنوات الأخيرة، وبات الأغلبية العظمى لا يستطيعون البُعد عن هواتفهم الذكية أو شبكات التواصل الاجتماعي لساعة متواصلة أثناء فترة استيقاظهم، ما أدى إلى تقليل التواصل الفعلي والمباشر بين الناس، وهو ما حاولت الفتاة العشرينية آية السيد التصدي له ولو بجزء بسيط من خلال تصميمها لمجموعة من الألعاب التي تعزز التواصل و«لمة» العائلة والأصدقاء، وتمكنت في الفترة الأخيرة من تأسيس شركة خاصة  بإنتاج ألعاب الكروت الورقية.

مقاومة قبضة الـ«سوشيال ميديا» بألعاب ورقية

«عايزين نرجع للقعدة واللَّمة الحلوة بدل العالم الوهمي اللي الناس عايشة فيه».. قالتها «آية»، صاحبة الـ25 عامًا، خلال حديثها لـ«»، موضحة أنها تهوى الألعاب الورقية خاصة ألعاب الكروت منذ صغرها، وأنها في أثناء تواجدها بأحد المصايف رفقة العائلة، فكرت في تصميم لعبة من الكروت الورقية وأطلقت عليها اسم «أحكام»، التي لاقت إشادة من كافة أفراد أسرتها وزادت من متعة ليالي المصيف التي قضوها في اللعب معًا بعيدًا عن الهواتف الذكية التي تدفع الجميع إلى العزلة.

الإشادة التي لاقتها «آية» من قِبل أفراد أسرتها، وما لاحظته عليهم من انبساط حقيقي وضحكة صافية دفعاها إلى التعمق في فكرتها الجديدة بشكل جاد، لتصميم ألعابًا أخرى تعزز الغرض ذاته، وهو ما لاقته من خلال تصميم «بوكس» يحتوي على 6 لعبات، وهي: (صراحة – أحكام – أسئلة وإجابات – حزر فزر – البحث عن الشيء – سودوكو)، وتكونت كل واحدة من هذه الألعاب من 75 كرت: «كل لعبة كانت بشكل مختلف وجذاب وحبيت أنوَّع في الألعاب علشان اللي يزهق من واحدة يجرب التانية بدل ما يروح على السوشيال ميديا».

إلى جوار هذه الألعاب، نجحت الفتاة العشرينية، التي تعيش بشارع فيصل محافظة الجيزة في تصميم لعبتين أخريتين، كانت الأولى هي «توينز»، التي دمجت فيها فن الرسم التشكيلي بمساعدة صديقتها إيمان إبراهيم وهي فنانة تشكيلية، التي رسمت لها 72 لوحة مختلفة وتم طباعة نسخة أخرى من كل كارت حتى أصبح عدد كروت اللعبة 144: «فايدة اللعبة أنها بتنمي الذكاء وقوة الملاحظة لأنها بتعتمد على تجميع الكرتين المتطابقين وفي وقت قياسي، وكمان هي مناسبة لكل الأعمار»، وأن اللعبة الثانية هي «حواري أمريكا بالعربي»، والتي تكونت من 210 كروت وتضمنت نصف كروتها على مجموعة من الألفاظ والمصطلحات العامية المكتوبة باللغة العربية والنصف الآخر تضمن على ما يقابل هذه المصطلحات في اللغة الإنجليزية: «استعنت بمدرس إنجليزي ثانوي اسمه الأستاذ هاني الشيخ».

«آية»: لولا دعم أهلي مكنتش هقدر أعمل حاجة

بالرغم من المعاناة التي تكبدتها «آية» في بداية تطبيقها لفكرتها، إلا أنها نجحت أخيرًا في تأسيس شركة لإنتاج الألعاب، والمستوفية لكافة الإجراءات والأوراق المطلوبة: «أهلي دعموني جدًا ومن غيرهم مكنتش هنجح، وماما هي شريكتي ومعانا كمان اتنين مصممين في التيم بتاعنا»، وأنها تطمح في أن تحتل شركتهما الصدارة في مصر والعربي ومن ثم العالم أجمع.