تختلف الأدوات التي يستخدمها المعلم بين الماضي والحاضر، فمن السبورة والطباشير إلى التابلت، ومن الكتب الورقية إلى الكتاب الإلكتروني، وتغير المعلم أيضًا وأسلوبه في التعليم، ولكن يظل هدف المعلم هو التقرب من الطلاب ودفعهم لحب المادة الدراسية، هذا ما فعله معلم الجيولوجيا بأحد المدارس في مركز «أبو حماد» التابعة لمحافظة الشرقية، من خلال مبادرة حصص مجانية مقابل حفظ أجزاء من القرآن.
فكرة المبادرة
يروي المُعلم محمود الباسل، مؤسس المبادرة البالغ من العمر 30 عامًا، تفاصيلها لـ«»، قائلًا إن الهدف الأول منها هو تشجيع الطلاب على الاستذكار والفهم السريع وتشجيعهم على حفظ القرآن خصوصاً لقلة عددهم في المركز، فقرر أن من يحفظ 15 جزءا من القرآن أو المصحف كامل ستكون له الحصص طوال السنة مجانا: «فكرت إني أساعدهم في عمل صالح ينتفعوا منه».
ولم تكن هذه أول مبادرة يقوم بها المعلم لطلابه، حسبما روى لـ«»: «عملت مبادرة لدفع أسعار رمزية في الدروس سواء للأيتام أو غير القادرين، وعلشان ميحسوش بضيقة خليت السعر يبقى قليل ومناسب»، ليكون الهدف الأول والأخير هو التعليم وليس ربح المال.
هدف مبادرة دروس مجانية
انتشرت فكرة «محمود» مدرس الجيولوجيا وعلوم بيئية، بين أهالي بلدتي الذين قدموا دعمهم بشتى الطرق، حتى أن زملاءه في المدرسة تبنوا فكرة المبادرة وطبقوها مع تلاميذهم، لتصبح المبادرة لجميع المراحل الدراسية بعد أن كانت مقتصرة على طلاب «محمود» بالثانوية العامة.
نجح «محمود» في تغيير اعتقاد أولياء الأمور بجشع المدرسين وانتهازهم للفرص: «ده كان هدف من أهدافي انهم يغيروا معتقدتهم، ففي أي مهنة الحلو والوحش وأكيد أي حد بيشتغل بيبقى عايز فلوس بس مش بتبقى هي الأساس».
أمنيات عديدة تدور في خاطر الشاب الثلاثيني، في مقدمتها أن تنتشر فكرة مبادرته في جميع محافظات مصر، أملاً أن تتحسن الحياة التعليمية للطلاب.