| «ضحى»: خسرت وزنى من الإرهاق.. وتحديت التنمر وحولته لدافع للنجاح.. وبحلم بـ«شركة شحن»

سنوات عديدة سعت خلالها «ضحى محمد»، من منطقة المطرية بمحافظة القاهرة لامتلاك «سكوتر» تستخدمه فى توصيل طلبات العملاء، بعدما قررت أن تتفرغ لمهنة الديليفرى، التى وجدت فيها استقراراً يضمن لها أن تعيش مستقلة مالياً.

رحلة العشرينية والملقبة بـ«أسرع ديليفرى فى مصر»، مع مهنة الديليفرى شاقة، بدأت منذ ٤ سنوات عندما تخرجت الفتاة من أحد المعاهد، ولم تجد لها فرصة عمل مناسبة حتى لجأت إلى الديليفرى كأول فتاة بين زملائها تعمل فى تلك المهنة: «كنت بوصل طلبات وأنا ماشية على رجليّا، كان معايا شنطة ضهر بشيل فيها طلبات العملاء، وبركب مواصلات علشان ماكانش معايا وسيلة خاصة بيّا، ولو المكان ملوش مواصلات عامة كنت بمشى على رجليّا، وأوقات كنت بفضل ماشية أكتر من ساعتين فى اليوم». على قدميها ولمدة 3 أعوام كانت تقوم «ضحى» بتوصيل الطلبات للعملاء حتى نصحها طبيبها الخاص بأن تتوقف عن مزاولة مهنة الديليفرى نظراً لخسارتها أكثر من نصف وزنها نتيجة الإرهاق الشديد وعدم الاهتمام بالتغذية المناسبة: «قال لى حرام عليكى نفسك، اهتمى بصحتك شوية، كلامه كان صعب عليّا علشان مكنتش عارفة هعمل إيه لو بطلت أشتغل ديليفرى، خصوصاً إنى اتعودت أنا وإخواتى التلاتة البنات إننا نعتمد على نفسنا».

لم تلق كلمات الطبيب قبولاً لديها وقررت أن تعمل حتى تتمكن من ادخار مبلغ يمكنها من شراء «سكوتر» تستخدمه بعد ذلك فى توصيل الطلبات، وبالفعل كان لها ما أرادت وتمكنت من ادخار مبلغ يتخطى حاجز الـ٢٠ ألف جنيه، وقررت شراء «سكوتر».

سريعاً تجاوزت الفتاة مرحلة التعلم، وأصبحت متمرسة فى قيادة الدراجات النارية، وزاد حبها فى مهنة الديليفرى ورغبتها فى تحقيق ذاتها، ولكن ثمة أموراً كانت تؤثر عليها سلباً، من بينها تعرضها للتنمر بسبب قيادتها للدراجة النارية: «لما اشتريت سكوتر، الناس فى الشارع كانت بتتريق عليّا، واللى يقول هى ناقصة زحمة فى الشارع، واللى يبص بنظرة وحشة، واللى يقول هو انتوا عارفين تسوقوا عربيات لما هتسوقوا سكوتر». على الرغم من تعرضها للتنمر، فإنها قررت استكمال ما بدأت واعتبرت أن تلك النظرات القاسية جاءت نتيجة أن تلك المهنة جديدة على عالم النساء، ولا بد لها من تحمل تبعات قرارها بالعمل فى مجال الديليفرى: «الشغل صعب والحوادث كتير أنا عملت قبل كده حادثة، ومن شدة الخبطة كنت حاسة إنى طايرة فى الهواء، وربنا نجانى بأعجوبة».

مجال الديليفرى الصعب أصبح بالنسبة لها كل شىء، حتى أصبحت تحلم بامتلاك شركة شحن، كى تستمر فى تقديم الخدمات للعملاء: «الديليفرى دلوقتى كل الناس فى احتياج له علشان كده شباب كتير بتشتغله، وده سبب كافى علشان الدولة تهتم بينا».