كان يريد أن يصنع إعلانا لشركة أغذية، يوضح أن أسعارها أفضل بالنسبة لميزانية المصريين، مقارنة بشركات عالمية رفعت أسعارها حاليا في مصر بشكل خيالي، ولكنه فوجئ بأن مديره السابق الذي سبق أن رفض إعطائه أجرا، يشيد بتصميمه على السوشيال ميديا وذلك دون معرفة أنه صاحب ذلك التصميم، ليتأكد محمد عصام، أن أحيانا لابد أن يثق المرء في موهبته، ولا يعتمد على الآخرين في تقديرها بل يسعى بكل الطرق لظهورها مهما كلفه الأمر.
قبل 7 سنوات، بدأ «محمد»، 26 عامًا، تعلم تصميم الصور بطرق مختلفة، رغبة في احتراف «الفوتوشوب» وتحويل الهواية إلى عمل يكتسب منه أموالاً، وقتها تم ترشيحه لإحدى الشركات، التي عمل بها شهرًا واحدًا، قبل أن يتركها بعد أن رفض صاحب الشركة إعطائه راتبه، قائلاً: «هو أنت شغلك ده شغل أصلاً.. ولا يتدفع فيه فلوس»، رغم الاتفاق المسبق على 1500 جنيه كراتب شهري.
مع مرور الأعوام، أصبح «محمد» مصممًا محترفًا، وخلال متابعته لردود الفعل على أحد أعماله، شاهد إشادة أحد المتابعين أصابته بالدهشة، لأنها من مديره السابق الذي رفق إعاطائه حقه، منبهرًا بكافة تفاصيل الإعلان، وكتب عبر صفحته بموقع «فيسبوك»: «نفسي أعرف المبدع اللي اشتغل عليه وطلعه بالجمدان والحلاوة ده».
«محمد»: حسيت أن حقي رجع لي
لم ينس «محمد» المدير الذي رفض إعطائه حقه، ويعرف شكله واسمه جيدًا، مما جعله يشعر بالانتصار، بعد رجوع حقه إليه، خاصة بعد مدة العمل السابقة طوال 7 سنوات: «حسيت إن حقي جال لحد عندي وربنا بيجبر بخاطري، وكنت فاكر اسمه وصورته كويس»، بحسب حديثه لـ«».
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع «محمد»
نشر «محمد» القصة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لتنال ردود فعل إيجابية وكبيرة، لدرجة أن هناك أكثر من 20 ألف شخصًا، تفاعلوا معه، قبل أن يتراجع مديره السابق عن الإشادة: «لما نشرت الموقف على فيسبوك، تراجع وحذف كلامه عن شغلي، بل وعملي بلوك من الأكونت، ووقت الموقف القديم أنا مسكتش عن حقي وأخدت فلوسي».
تلك المواقف السابقة، عبرت عن مشوار «محمد» الذي تطور تدريجيًا، حتى بدأ عام 2019، بالعمل في الشركات المختلفة، وأصبحت هناك إعلانات من تصميماته، يراها في الشوارع وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي.