للفراولة مذاق خاص يعشقها الكثير، فالبعض يفضلها أكلاً، والآخر لا يفضلها سوى عصير، وكل هذا طبيعي؛ وخارج نطاق الطبيعي هو من يشعر بالخوف عند رؤيتها حتى ولو من بعيد، ما يدفع الأطباء لتشخيصه بمرض «تريبوفوبيا»، فلماذا تخيف بعض الأشخاص حين ينظرون إليها؟
وكشف الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«»، عن هذا النوع الغريب من أنواع الفوبيا وأسبابه وعلاجه.
ظهر مصطلح جديد في أنواع المخاوف المرضية التي من الممكن أن يصاب بها الإنسان عام 2005، وهو مرض «تريبوفوبيا» أو كما يُعرف بفوبيا الثقوب، ورغم ظهور هذا النوع من الفوبيا لم تعترف به الجمعية الأمريكية للطب النفسي كاضطراب، ومع بدء ظهور بعض الأعراض على العديد من الأشخاص، راجعت الجمعية النفسية الأمر واعترفت بالمرض.
معلومات عن تريبوفوبيا
تريبوفوبيا، هي عبارة عن حالة من الاشمئزاز أقرب منها للخوف، ومن الممكن أن تصل للفزع من أي شيء به ثقوب والدخول في حالة خوف غير مبرر كرؤية فقاعات الصابون أو الخبز وهو ساخن، ورؤية جلود الحيوانات والسفنج وأقراص عسل النحل، وكلما زادت الثقوب زاد معها الخوف كالفراولة مثلاً لدرجة أن البعض أطلق عليها فوبيا الفراولة.
ومن أعراض المرض عند التعرض لرؤية جسم به ثقوب الصراخ أو القشعريرة والشعور بالاشمئزاز والشعور بزحف الجلد وكأن الجلد يسير أو يسير تحته نمل، والتعرق أيضاً وارتجاف الجسم والهلع من أعراض هذا المرض.
أسباب الإصابة بمرض «تريبوفوبيا»
وعلى الرغم من عدم وجود أسباب واضحة للإصابة بهذا المرض، إلا أن هناك العديد من النظريات المفسرة له على غرار نظرية الارتباط الشرطي كالخوف من الحيوانات المميتة، فعند النظر للثقوب يتذكر المريض الحيوانات الفاتكة بحياة الإنسان، والتي غالباً يمتاز شكلها بالثقوب كالكوبرا مثلاً أو النمر، فعند النظر للثقوب يتذكر ويستحضر المريض صورة أنياب وأشكال هذه الحيوانات، وهناك تفسير آخر وهو أن الإنسان لديه إشباع من المخاوف تجاه الفطريات والجراثيم أو الطفيلات المعدية كالجدري، فعند رؤية هذه الثقوب يتذكر المريض هذه الأمراض والجراثيم يصاب بالاشمئزاز، وكذلك إذا كان الإنسان لديه أي نوعٍ من الوسواس أو القلق الاجتماعي الشديد، فإنه لم يكن بعيداً عن الإصابة بهذا المرض.
علاج مرض «تريبوفوبيا»
لا يمكن أن نعطى أدوية اكتئاب لأنها غير مدرجة في علاج هذه الحالات، ولكن يكون العلاج السلوكي، بحسب «هندي»: «ذلك العلاج هو الأفضل لأصحاب هذا المرض، فنقوم بغزو فكر المريض بالعديد من الأفكار الجديدة تجاه هذه الثقوب، وأنها غير مؤذية، ونعرض له الجانب الجمالي منها للقضاء على الأفكار السلبية تجاه المشكلة، ثم نبدأ في العلاج بالتعرض لأجسام بها ثقوب ونقلل من أعراض الخوف بالتدريج إلى أن تقترب على الانتهاء، ثم يبدأ المريض بالعلاج السلوكي، وهو محاولة اعتياده رؤية هذه الثقوب دون خوف».