«الواقعية المفرطة».. فن استخدمه المهندس أشرف رؤوف، ابن محافظة القاهرة، في نحت تماثيل لبعض شخصيات الكنيسة القبطية، من بينهم البابا كيرلس السادس البطيرك الـ116، والبابا شنودة الثالث البطريرك الـ117، والتي أنتجها بمقاييس غاية في الدقة والواقعية حتى يتعجب الناظر إليها غير مصدق أن من يراههم يجلسون أمامه ليسوا إلا تماثيل منحوتة.
روي المهندس أشرف رؤوف، صاحب الـ57 عامًا، خلال حديثه لـ«»، أنه من مواليد محافظة القاهرة لكنه درس وتخرج في كلية فنون جميلة قسم ديكور جامعة المنيا عام 1988 بتقدير جيد جدًا مُحتلًا المركز الثالث وسط أبناء دفعته، وأنه بعد التخرج مارس عمله كـ مهندس ديكور إلى جانب نحت بعض التماثيل لأشخاص معينين من باب الهواية والاستمتاع بالفن.
نحت تمثال للبابا شنودة بالواقعية المفرطة
وعن تجربة الواقعية المفرطة، قال «أشرف» إنه قبل 8 سنوات وأثناء زيارته لدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث يوجد جسد البابا شنودة، شاهد تمثالا له، إلا أنه لم يكن يليق بمكانة وتاريخ «معلم الأجيال»: «للأسف التمثال كان معمول بشكل بدائي جدًا وميلقش خالص بعظمة قداسة البابا»، لذا قرر وقتها البدء في صناعة تمثالا جديدا.
عدة أشهر قضاها المهندس القبطي ابن محافظة القاهرة في تشكيل ونحت الجبس لتمثال البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 للكرازة المرقسية، ليبدأ بعدها في المرحلة الأعلى والأكثر دقة وهي الواقعية المفرطة، والتي اعتمد فيها على معرفة المقاسات الدقيقة لجسد قداسة البابا: «رحت المشغل اللي كان بيفصل اللبس لقداسة البابا وعرفت منهم مقاساته بالظبط»، وأنه بعدها شكَّل أكثر من قالب قبل أن يبدأ في مرحلة صب السيليكون لتأتي بعدها المرحلة الأصعب وهي التلوين.
بعد إنجاز هيكل التمثال، استعان المهندس الخمسيني بأسقفية الشباب لتفصيل لبس قداسة البابا وعِمته بالمقاسات المعروفة، ليضعها على التمثال، إلى جانب تكوين اللحية من خلال الشعر الصناعي والتي زادت من واقعية العمل الفني: «التمثال خد مني 4 سنين لأني كنت بشتغل كهاوي وبشكل متقطع لأن عندي شغلي الخاص والتزاماتي»، بحسب «أشرف»، الذي رفض توضيح تكلفة التمثال المادية لكونه تحملها من جيبه الخاص وهي إحدى الأمور التي يُفضل التحفظ عليها: «كفاية عليا آأخد البركة»، وأن الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي قدم له عصا البابا شنودة ليضعها مع التمثال.
«أشرف»: مبسوط لوضع أعمالي الفنية بالمركز الثقافي
بعد إنجاز تمثال قداسة البابا شنودة الثالث بالواقعية المفرطة، أنجز ابن محافظة القاهرة بعض التماثيل الأخرى بالفن ذاته، مثل قداسة البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكرازة المرقسية، والمُتنيح القمص فانوس الأنبا بولا: «الأنبا إرميا خصصلي قاعة في المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي أعرض فيها أعمالي بشكل مُجمَّع»، وأن هذا التصرف أسعده كثيرًا؛ كون تعبه لم يذهب هباءً: «مكانش في مكان أفضل من المركز الثقافي يتعرضوا فيه»، وأنه حاليًا يعمل على إنتاج تمثال آخر بالواقعية المفرطة للمتنيحة تماف إيرني، الرئيسة السابقة لدير أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة.