| «عاطف» ستيني ينفق على أسرته من عربة تين شوكي: «القعدة مش للي زيي»

منذ سنوات لم يعد يحصيها، قرر عاطف محمود من محافظة سوهاج، أن يأتي إلى القاهرة بحثًا عن مصدر رزق يكفل له الاستقرار ويضمن لأطفاله عيشة هنية، ولم يجد أمامه سوى الشارع، ليبيع للمارة الذرة المشوي بعد أن خسر تجارته في الفاكهة بسبب تدهور وضعه المادي، ليقرر بعد ذلك بيع التين الشوكي.

«عاطف» سافر للقاهرة بحثًا عن المكسب الحلال 

رغبته في الكسب بالحلال كانت سببًا واضحًا في تحمله كافة الصعوبات التي تواجهه بشكل يومي، حتى يتمكن من توفير نفقات بيته: «الغربة لها تمن، لكن أوقات بتكون مجبر عليها، علشان كده جيت من سنين وسيبت عيالي الـ4 ومراتي في البلد لأني مكنتش هقدر أصرف عليهم هنا».

مع دقات الرابعة عصرًا، يظهر الخمسيني في الشارع قادمًا من منطقة أولاد علام بمحافظة الجيزة، ساحبًا تلك العربة التي تحمل التين الشوكي، متجولًا بها في شوارع الجيزة: «التين رزقه حلو علشان كده بطلت أجيب درة وبطاطا، وركزت على شغل التين الشوكي».

عربة التين الشوكي كانت حلمًا راود «عاطف» منذ أن كان صغيرًا ولكنه كان يرى أن تجارة الفاكهة دون التين الشوكي أكثر ربحًا حتى خسر كل شىء وهنا عادت مرة أخرى رغبته في بيع التين الشوكي: «دلوقتي متلقيش حد مبيكلش تين شوكي، والناس بتنتظره كل سنة بفارغ الصبر، علشان طعمه حلو وسعره معقول، ده غير الفوائد اللي فيه».

«عاطف» يلجأ للتين الشوكي للإنفاق على أسرته 

بعد سنوات من بيع الدرة المشوي والبطاطا، غير «عاطف» نشاطه حتى يتمكن من الإنفاق على أبنائه الأربعة وزوجته، ولا يكون مضطرا للاعتماد على غيره في توفير مصادر الدخل لأسرته: «مستحيل استلف من حد علشان أنا نفسي عزيزة ورغم التعب اللي بشوفه يوميًا إلا إني مفكرتش يوم أرتاح حتى وأنا بقرب من سن الـ60، علشان القعدة مش للي زينا».

منذ عدة أيام مضت، كان الرجل يقف كما هي العادة حتى جاء إليه أحد مشاهير السوشيال ميديا وطلب منه التقاط صورة تذكارية له ووافق «عاطف»، ولم يكن يتوقع أن تحدث ضجة كبيرة بسبب هذه الصورة: «فجأة لاقيت كل الناس اللي بتشوفني في الشارع بتقولي إحنا شوفنا صورتك على النت والناس كلها كانت بتدعيلك، كنت فرحان ومبسوط علشان هو حاول يفرحني وربنا يفرح قلبه، علشان خلاني أمشي في الشارع مبسوط».