| بين السما والبحر.. مسنون ومشردون يستمتعون برحلة المصيف

رحلة ينتظرونها من العام للعام، للاستمتاع بالشواطئ المختلفة، واسترجاع ذكريات سنواتهم الأولى، قبل أن تتبدل حياتهم وتغيب أسرهم، ليجدوا أنفسهم داخل دور مسنين وإيواء، يعيشون وسط أناس آخرين، أصبحوا هم الأهل وأصدقاء رحلتهم الجديدة، يجهزون بشغف لرحلة المصيف، التي ينظمها عدد من الدور والمؤسسات، إلى العين السخنة تارة وشواطئ بورسعيد والإسماعيلية تارة أخرى، للجلوس أمام البحر لمدة يوم واحد، يشهد فقرات متنوعة.

رحلات صيفية لنزلاء الدار

يقول سعيد عبد الغني، مدير إحدى دور المسنين، إنه يحرص كل عام على تنظيم رحلة مصيف إلى النزلاء من السيدات والرجال، لقضاء وقت ممتع والتنفيس عن أنفسهم على شواطئ العين السخنة وبورسعيد، مشيراً إلى أنه اعتاد أيضاً تنظيم يوم ترفيهي للنزلاء والاستمتاع بحمام سباحة بناء على طلبهم بجانب رحلات المصيف لتجديد نشاطهم: «بيحبّوا الميه جداً، وبيطلبوا يروحوا البحر، عشان كده بنظّم يوم نقضيه في مكان فيه حمام سباحة، ولسة كنا عاملين كده في مدينة الرحاب من أسبوع واتبسطوا جداً».

يضيف «عبد الغني» أن النزلاء يعودون أطفالاً حين يرون البحر ويلمسون بأقدامهم المياه، فتبدأ فجأة فقرات «التنطيط والانبساط»، ويسترجعون أيام الصبا من جديد: «بيرجعوا شباب ووشهم بينور وبنحس إن اليوم فرق في نفسيتهم جداً».

تنظيم زيارة لأحد الشواطئ كل عام

يجهز مدير دار المسنين بمساعدة فريق الدار احتياجات هذا اليوم من مأكولات بحسب رغباتهم وملابس وأدوية للمرضى: «بناخد معانا فراخ ولحمة ونشوي على البحر وعوامات، عشان ينزلوا براحتهم، وبنسيبهم يعملوا اللي نفسهم فيه وسط وجود المساعدين اللي بيراعوهم وبياكلوا فريسكا وبيعيشوا الأجواء».

أكثر من 150 نزيلاً من الرجال والنساء والأطفال على موعد كل عام لزيارة أحد شواطئ المدن الساحلية القريبة من العاصمة، تنظمها مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان: «كل سنة لازم نوديهم العين السخنة أو الإسماعيلية، لأنها أماكن قريبة منا نظراً لصحة بعض النزلاء اللي بيتعبوا من السفر وليهم ظروف صحية خاصة»، بحسب محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة المؤسسة.

يحكي وحيد أن هناك عدداً من النزلاء كانوا يرون البحر لأول مرة: «فيه ناس عمرها ما صيفت في حياتها، وسعادتها ما تتوصفش لما عينها تلمح البحر ويقعدوا تحت الشماسي»، لافتاً إلى أن سكان الدار ينتظرون الصيف بفارغ الصبر للذهاب للبحر من شدة حبهم فيه، والاستمتاع بالنزول للمياه ولبس العوامات والمشاركة في الأنشطة المختلفة التي ينظمونها: «بناخد لهم مايوهات وعوامات وألعاب بحر، وحتي اللي على كرسي متحرك بييجوا معانا، واللي تعبان أو بيكون معاه مساعد في الميه، وعدد قليل اللي ما بيقدرش ييجي لأنه بيكون ملازم الفراش».

«وحيد»: بنحاول نبسطهم على قد ما نقدر

يجهزون المشروبات والعصائر المفضلة لدى النزلاء وينطلق يومهم منذ الصباح الباكر للذهاب لأحد الشواطئ الهادئة والتي تناسب ظروفهم الصحية، فضلاً عن تنظيم رحلات للسيدات فقط وأخري للرجال ورحلات للأطفال، بحسب «وحيد»: «وممكن يطلعوا كلهم مع بعض، وبنحاول نبسطهم على قد ما نقدر لأنهم أهالينا».

يضيف «وحيد»: «دايماً بنروح إسماعيلية لأنها أقرب مكان للقاهرة، الشهر اللي فات نظمنا رحلة لفايد للسيدات وقبلها للرجال وقبلها للأطفال، بيتبسطوا جداً وبيستنوا اليوم ده حتي لو تأخر».