ابتسامته تداوي القلوب، وعلامات الرضا تزين وجهه خلال تجوله في شوارع القاهرة؛ سعيا لجلب المال من أجل مساعدة أسرته، بالإضافة إلى تحقيق حلمه في استكمال التعليم، إنه «علي» صاحب الـ14 عاما، الذي يستيقظ يوميا في الخامسة فجرا ليبيع الخبز باستخدام دراجته.
قصة كفاح «علي» في الشارع
يسير علي في شارع الأميرية وسط الأسواق بعجلته الصغيرة، ليبيع أرغفة العيش للمارة، بعد أن ترك له والده مسئولية البيت عقب وفاته ليحملها الطفل بإخلاص على كتفه.
ورغم الطفولة القاسية التي يعيشها «علي» على حد تعبيره، إلا أن ما يصبره على التحمل هو أهل منطقته الذين يقدمون له الدعم سواء النفسي أو المالي من خلال الشراء منه: «بيحبوني وأنا بحبهم وبعتبرهم أهلي».
مكاسب من العمل
«في البداية والدتي رفضت، وبعد محاولات إقناع وافقت، الشغل مش عيب ولا حرام كنت بتكسف ألف في الشارع أبيع، ودلوقتي اتعودت لأني مش بعمل حاجة غلط»، بهذه الكلمات أكد «علي» أن قرار بيع العيش كان فرديًا رغبة منه في الاعتماد على نفسه ومساعدة أسرته بالطريقة التي يراها مناسبة من وجهة نظره.
60 جنيهًا أو أقل يكسبها الطفل من بيع أرغفة العيش في الشارع؛ يدخر جزءا منها والباقي يتركه لوالدته لتنفق منه على الأسرة.
أحلام «علي» كبيرة لا تتناسب مع سنه الصغيرة، يسرح بخياله فيرى نفسه رجل أعمال كبير، كما يأمل أن يحافظ على المسئولية التي تركها له والده: «ربنا يخلي اخواتي وأمي ليا واعرف أسعدهم».