«لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس» عبارة خالدة في أذهان المصريين رددها الزعيم المصري مصطفى كامل، وهو في ريعان شبابه وبسببها كانت الطريق الذي آمن بها أصحاب قصص النجاح بعد الإخفاق في نتيجة الثانوية العامة، إيمانا منهم بأن الإنسان يمر على عدد لا بأس به من التجارب خلال رحلته في الحياة ليكون أكبر قدر من الخبرات الحياتية.
جهاد أنور، صاحبة الـ23عاما تمكنت أن تحصل على لقب سفيرة التمريض المصري من منظمة الصحة العالمية و«يونسيف» في فترة قصيرة، بعد أن خزلها مجموعها في الثانوية العامة ووجه لها لكمة تفوق قوتها لترغمها على دخول كلية التمريض في جامعة أسيوط، ويزول أمامها حلم الالتحاق بكلية طب أسنان الذي لطالما رغبت فيه منذ طفولتها.
شعور بالظلم يلاحقه نجاح
وأمام خيبة الأمل التي أصيبت بها الفتاة العشرينية بعد ما سمعت نتيجتها بالثانوية العامة، حسبما روت لـ«»: «دخلت في اكتئاب وكان لازم بعدها أفكر إزاي أثبت نفسي وأن الشخص الناجح هو اللي بينجح في أي مكان ويبقى مميز فيه»، ومن وقتها وانطلقت «جهاد» في مشوراها لتحقق الإنجازات واحد تلو الآخر، دون أن يصيبها التشبع من أي نجاح تحققه.
الحصول على لقب سفيرة التمريض المصري
حصلت الفتاة على لقب سفيرة التمريض المصري، بعد أن جرى اعتمادها كمدربة من بين 27 ممرضا وممرضة على مستوى الجمهورية، ورغم أن مواد كلية التمريض التي التحقت بها كانت مرغمة عليها إلا أنها تمكنت من حصد لقب الطالبة المثالية لمدة عامين على التوالي: «بحمد ربنا كل يوم على اللي قدرت أوصله، وبتمنى أني أطور أكتر من نفسي وأبقى وزيرة الصحة»، بحسب قولها.
أمنيات عديدة تمنتها «جهاد» لطلاب ثانوية العامة هذا العام في مقدمتها أن لا يمروا بما حدث لها وشعرت به، كما تدعوهم إلى اكتساب الثقة بأنفسهم فقبل أي نتيجة هم أبطال خضوا رحلة ثانوية عامة بنجاح: «النجاح الحقيقي هو اللي بتثبته لنفسك في أي مكان وأي زمان عمرها ما كانت بالكلية».
أصغر «يوتيوبر»
قصة نجاح أخرى بعد الإخفاق في نتيجة الثانوية العامة، وتتعلق بـ«آلاء إحسان» خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة، بعد أن أرغمتها نتيجتها إلى دخول هذه الكلية رغم حلمها بكلية صيدلة التي ترعرت عليه منذ طفولتها حسبما روت لـ«»: «لساني مكنش بيقطع عن الدعاء ودموعي مكنتش بتوقف من كتر إحساسي بالخذلان»، لتتوالى بعدها التحديات عليها وترسب في امتحان قدرات كلية آداب قسم إنجليزي، ليدفعها القدر رغما عنها إلى قسم الإيطالي.
ورغم أنها لم تجيد اللغة الإيطالية أو تحبها إلا أن هناك إيمان بداخلها جعلها تمشي في هذا الطريق: «قررت أحبس نفسي في البيت شهرين اتفرج على فيديوهات باللغة الإيطالية واترجمها لنفسي»، ليظهر بعدها بصيص من الأمل في طريقها بعدما نجحت في السنة الأولى بالكلية، وجرى ترتيبها على الدفعة لتقرر إنشاء قناة على «يوتيوب» لمساعدة زميلها.
نصائح لطلاب الثانوية العامة
وفي العام الثاني في دراستها، رشحتها جامعتها لحضور مؤتمر في مدينة شرم الشيخ، ليقع حظها ضمن اختيارات إحدى شركات الاتصالات الإيطالية الكبرى لتعمل معهم عن طريق الإنترنت: «بعدها سافرت في مؤتمر دولي بين مصر وإيطاليا وسويسرا علشان أحكي قصتي».
وقدمت «آلاء» عدة نصائح إلى طلاب الثانوية العامة قبل ظهور نتيجتهم في مقدمتها أن يكسروا اليأس والإحباط ليتمكنوا من تحقيق نجاح فريد ومختلف عن غيرهم، بعيداعن وهم كليات القمة التي يعيش فيها أغلب الطلاب والأسر المصرية.