لم تعرف يومًا للراحة مذاقًا، الأيام لقسوتها أصبحت متشابهة ولكنها لا زالت تملك الأمل في غد تتحسن خلاله الأحوال وتتبدل الأوضاع، نادية رمضان من محافظة القاهرة، منذ أن تزوجت وهي تعمل دون كلل حتى تتمكن من تربية أبنائها وتعويضهم مرارة فقد والدهم بعدما صارع مرض السرطان سنوات عديدة، حتى توفي منذ ما يزيد عن 15 سنة وترك زوجته وأولاده دون مصدر دخل يكفل لهم الاستقرار.
تراعي فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة
رغبتها في الحفاظ علي أبنائها جعلتها تعمل في الشارع منذ ما يزيد عن 30 سنة، تبيع الخضروات علي «فرشة» متواضعة بمنطقة باب الشعرية، ولم تكتف بذلك بل تشتري «العيش» وتبيعه لأهالي المنطقة: «شقيانة من صغري ومعرفتش طعم الراحة، وبعتبر إن الشغل طالما حلال يبقى مش عيب مهما كانت طبيعته إيه، وأنا من يوم ما جوزي مات وأنا شايلة حمل تقيل على كتفي بس عمري ما هشتكي مهما حصل، لأنه ساب ليا أمانة هي ولادنا الاتنين ولازم اتحمل علشان أربيهم».
رحلة كفاح بدأت منذ سنوات
بعد 3 سنوات فقط من زواجها، اضطرت الخمسينية للنزول إلى الشارع لمساعدة زوجها الذي كان يعمل في تصليح الأحذية بنفس المنطقة، ومنذ أن نزلت إلى الشارع وهي لم تفارقه قط حتى الآن: «مبقتش أقدر أقعد يوم من غير شغل، يوميًا لازم أنزل علشان أكل العيش وكمان أعلم عيالي الإتنين».
على الرغم من ضيق الحال والظروف الصعبة، إلا أن «نادية» قررت المشاركة في خدمة فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من مرض التقزم: «فايزة ملهاش حد غيري لأن أبوها بالتبني ميقدرش علي خدمتها لأنه كبير في السن، وأمها بالتبني ماتت من فترة، علشان كده أنا اللي براعيها لأنها مبتقدرش تقوم من مكانها أو تعمل حاجة، أنا بغير لها هدومها وبطبخ لها وقايمة على خدمتها كأنها بنتي علشان هي غلبانة وملهاش غير ربنا».
حلم زيارة بيت الله الحرام
حلم واحد تتمني «نادية» أن يتحقق، وهو أن تتمكن من تجهيز أبنائها للزواج إلى جانب الحلم الأكبر بالنسبة لها وهو زيارة بيت الله الحرام: «نفسي أطلع عمرة وده حلم حياتي ونفسي يتحقق، تعبت كتير في حياتي ونفسي أحقق حاجه بحبها ونفسي فيها».