قبل سنوات ترك طارق لطفي ابن المنصورة، العمل في مجال المعمار، واتجه للعمل كسائق على سيارته الملاكي الجديدة، إلا أنه وأثناء عمله لاحظ تصرفات غريبة وقاسية تصدر عن بعض السائقين تجاه أشخاص يبدو عليهم العوز والاحتياج الحقيقي، ما أثر فيه بشدة وكان سببا في اتخاذه خطوة توفير سيارته مجانا، وفي أي وقت لمثل هؤلاء، وبالأخص في حفلات الزفاف.
وقال «طارق»، صاحب الـ40 عاما، لـ«»: «في إحدى المرات وأثناء وجودي بموقف العاشر من رمضان رأيت سيدة مُسنة تترجى سائق تاكسي كي يوصلها وابنها المريض إلى مستشفى 57357 مقابل آخر 100 جنيه تمتلكها، إلا أن سائق التاكسي واجه كل توسلاتها بمشاعر متبلدة وأصر على أخذ 150 جنيها قبل التحرك، وهذا الموقف خلق داخلي مشاعر عميقة من الحزن».
«طارق»: الشباب بتطلع عينيهم فى مصاريف الجواز
وأضاف: «الواحد لازم يكون في قلبه رحمة.. رحت بسرعة للست دي وقلت لها تعالي يا ماما هوديكي ببلاش، وفعلا مارضتش آخد منها جنيه واحد، ولما رحت المستشفى عرفت قد إيه فيه ناس محتاجة للمساعدة ولو بأبسط حاجة».
ومنذ ذلك الوقت قرر «طارق» إتاحة سيارته مجانا طوال الـ24 ساعة لخدمة غير القادرين، ثم قرر بعد ذلك توسيع العمل من خلال إتاحة سيارته مجانا لزفاف العرسان غير المقتدرين وإسعادهم مجانا في «ليلة العمر»، موضحا أنه يقدم تلك الأعمال من باب الصدقة من أجل والده مريض السرطان كى يمنّ الله عليه بالشفاء.
وتابع: «دلوقتي العالم كله بيمر بأزمة اقتصادية وارتفاع الأسعار، والشباب بيطلع عنيهم في مصاريف الجواز، فإيه المشكلة لما نساعد بعض وأعمل ما في وسعي لإدخال البهجة إلى قلوبهم وحمايتهم من أي مشاعر سيئة؟! دي ليلة عمرهم ولازم يفرحوا فيها».
تخصيص الوقت لخدمة المحتاجين
ورغم أن الرجل الأربعينى أب لـ6 أبناء فإنه لم يشعر أبدا بأن تخصيص وقت طويل من يومه لخدمة المحتاجين للمساعدة ينتقص من رزقه، بل يزيده أضعافا.
وواصل: «ربنا بيعوضني كتير.. ولما بعمل حاجة زي كده مش بلاحق بعدها على الشغل، وفي بعض الأحيان أتلقى مكالمات فى أوقات متأخرة من الليل من أسر تطلب المساعدة، ورغم ترددي في البداية فإنني أذهب إليهم، وبسيبها على ربنا وهو بيسترها معايا وبيرجّعني لبيتي وعيالي بالسلامة».