| قصة «تمثال الحرية» في أمريكا.. فنان فرنسي صممه بملابس فلاحة مصرية

تمثال الحرية، بموقعه المطل على خليج نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، هو أحد الكلمات التي يجرى البحث عليها عبر موقع «جوجل»، في الساعات الماضية وهو أحد أشهر الأعمال الفنية النحتية في العالم، إذ صار رمزًا للحرية في كل مكان.

وتمثال الحرية له قصة ترتبط بثلاث دول هي فرنسا ومصر والولايات المتحدة، إذ قام بتصميمه الفنان الفرنسي فريدريك بارتولدي ليكون جزءًا من الاحتفالية العالمية التي نظمها الخديوي إسماعيل لقناة السويس في 1864م.

لكن نشأ خلاف مع الفنان الفرنسي على تكلفة التمثال في ذلك الوقت، فأخذ الفنان المشروع واتجه به إلى الولايات المتحدة، وأهدت فرنسا التمثال إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1886، بعد إجراء عدد من التعديلات، ومنذ ذلك الوقت استقر التمثال بموقعه المطل على خليج نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية ليكون في استقبال كل زائري المكان.

تمثال الحرية

وأضاف الناقد التشكيلي عز الدين نجيب في تصريحات خاصة لـ«»: «تمثال الحرية يرمز إلى امرأة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدى قدميها، تقبض هذه المرأة بيدها اليمنى شعلة ترمز إلى الحرية، في حين تحمل في يدها اليسرى كتاباً نقش عليه بحروف رومانية جملة 4 يوليو 1776، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي».

وتابع: «ويرمز إلى كتاب الدستور الأمريكي، في إشارة إلى سيادة الدستور، لأن أمريكا كانت الدولة الواعدة آنذاك».

وأضاف «عز الدين»: «وترتدي تاجاً أو إكليل مكون من 7 أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار أو القارات السبعة الموجودة في العالم، ومن الممكن أن يكون إكليل الشوك وهو رمز للمسيح الذي ضحى من أجل إنقاذ البشرية كما يمكن أن يكون رمزا للطهارة».

قصة تمثال الحرية

وكشف: «الفنان الفرنسي زار مصر، وصمم التمثال بملابس فلاحة مصرية لكن الملامح مناسبة لأى حضارة، لكن التمثال كان يرفع يده بالشعلة في إشارة ترحيب إذ كان من المفترض وضعه عند مدخل قناة السويس «مصر تجلب النور إلى آسيا»، لأن أمريكا كانت الدولة الواعدة آنذاك».

وتابع: «وتمثال الحرية حظي بشهرة بسبب موقعه لأنه في مقدمة ميناء نيويورك الدولي، أي في مرآة أمريكا، وأصبح رمز للحرية وشعار للولايات المتحدة وحضارة جديدة تقوم على الحرية والاستنارة وبالتالي صار له صفة أمريكا».

يذكر أن التمثال يرتكز على قاعدة أسمنتية جرانيتية يصل عرضها 47 مترا، ويبلغ طول تمثال الحرية من القدم إلى أعلى المشعل 46 مترا، بينما يبلغ الطول الكلي بالقاعدة 93 متراً ويزن نحو 125 طنا.