شراكة «خالد بن سلطان» للمحيطات و«ناسا».. تحدد أماكن الشعاب المرجانية حول العالم

تعقِدُ مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية شراكة مع مركز إيمز للأبحاثِ والدراسات التابِعُ لوكالة ناسا، والكائن بوادي السيليكون في كاليفورنيا، تتيح للمؤسسة استخدام حزم البيانات عالية الجودة لدعم مقدرة «ناسا» على تعقب وتحديد أماكن الشعاب المرجانية، مع رسم خرائط لكافة الشعاب المرجانية حول العالم، وتتبع متغيراتها الطارئة مع مرور الوقت، ما يوفر استبصارا لعلماء العالم وتأهيلهم لحل أزمة الشعاب التي تتعرض لخطر الفناء بمعدلات سريعة، إذ فقد العالم أكثر من 50% من الشعاب المرجانية خلال الـ40 عاما الماضية.

ويمنح اتفاق الفضاء المُبرم ناسا حق الوصول لقاعدةٍ مليئة بالبيانات، عملت مؤسسة خالد بن سلطان على توفيرها عبر رحلة استكشاف الشعاب حول العالم Global Reef Expedition أكبر المسوح العالمية لعدد الشعاب وطبيعتها والتغيرات التي تطرأ عليها. كما تعتزم الشراكة استخدام الحزمة الضخمة من البيانات بالتعاون مع الشبكة العصبية NeMONet وحاسوب بلياديس العملاق بمركز إيمز، والذي يُغذي بدورهِ NeMONet.

ويهدف مشروع NeMONet إلى رسم خريطة للشِعاب المُرجانيَّة حول العالم، وتتبُّع حالتها الصحيَّة ككائنٍات حية، بهدف إتاحة أفضل نظرة تحت الأمواج على الإطلاق، باستخدام جهازٍ NASA’s FluidCam الثوري للاستشعار عن بعد المملوك لناسا، والذي يتيح الرؤية بالمحيطات دون تشويش. كما يمكنه مسح الشعاب على مقياس 1 سنتيمتر برؤيةٍ ثُلاثيَّةِ الأبعاد من الطائرات المُسيَّرة (درونز) وغيرها، ما يمد الباحثين والمديرين البيئيين بمعلومات أفضل حول ما يحدث للشعاب المرجانيَّة وكيفية حمايتها في وقت ينوء كاهلها فيهِ من حملِ ضغوط بشرية غير مسبوقةٍ.

وأمضت مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية 10 سنوات لتجميع مجموعة البيانات المُستخدمة لتلقين شبكة NeMONet، في رسم خرائط الشِعاب المُرجانيَّة ومسح مواقِعها في البعثة العالمية للشعاب المرجانية. فيما جابت بعثة البحث العالم في محاولة لمعالجة أزمة الشعاب بمشاركة مئات العلماء الذين قضوا عشرات الآلاف من الساعات تحت الماء في مسح الشعاب بالمحيط الأطلسي والهادئ والهندي والبحر الأحمر، علاوة على التقارير العلمية عن حالة الشعاب، ما أسفر عن إنشاء خرائط لموائل الشعاب المرجانية عالية الاستبانة تبلغ مساحتها 65000 كيلومتر مربع، أي نحو خُمس الشعاب المرجانية في العالم. وتتولى المؤسسة بدورها تزويد ناسا بهذا الكم الهائلِ من البيانات، بما في ذلك جميع خرائط موائل الشعابِ المرجانيَّةِ التي تم إنشاؤها في المعارضِ العالمية للشعاب المرجانية، وبيانات التدريب على أرض الواقع التي تحتاجها لرسم خريطة دقيقة للشعابِ المُرجانيَّةِ من صور الأقمار الصناعية على نطاق عالمي.

يذكر أن مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية هي مؤسسةٌ بيئيَّةٌ غير ربحيَّة تهدف لحماية مُحيطات العالم والحفاظ عليها بأساليب علميَّة تتضمن استخدام أدوات ومناهج البحث العلمي، والتوعيةِ والإفهام، والإرشادِ والتعليم، كتعبيرٍ عن الالتزام والامتثال التام لصالح علم بلا حدود، وتلتزم المؤسسة بتقديمِ عددٍ من حِزَمِ البيانات والمعلومات للمُنظمات، والحكومات، وجِهات البحث العلمي، والمُجتمعات المحليَّةِ التي تسعى لحماية المُحيطات وتستخدم المعرفة والتقنية لضمان استقرار أشكال الحياة المائيَّةِ في المُحيطات، وعدم اختلال النظام البيئي بها.