الصين تناور عسكرياً.. وتايوان تخشى الحرب

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن طائرات وسفنا حربية صينية عبرت «الخط الأوسط» لمضيق تايوان. وكشفت الوزراة في بيان لها اليوم (الجمعة) أن الصين نشرت أنظمة صواريخ برية لمراقبة الوضع، فيما تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق في المناطق المحيطة بتايوان. وشددت على أن جيش تايوان سيجهز الاستعداد القتالي لكنه لن يسعى للحرب، واصفة أنشطة بكين العسكرية بأنها استفزازية جدا.

وفي تطور لافت، ألغت خطوط جوية رحلات إلى تايبيه وغيرت مسارات رحلات أخرى لتجنب المجال الجوي القريب الذي أغلق أمام الطيران المدني خلال التدريبات العسكرية الصينية التي أشعلتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

ونشرت بكين عشرات الطائرات والصواريخ بالقرب من الجزيرة أمس (الخميس) في أكبر تدريبات تجريها على الإطلاق في مضيق تايوان، التي من المقرر أن تستمر حتى ظهر يوم الأحد في 6 مناطق تطوق معظم الجزيرة.

ويحدث إغلاق المجالات الجوية وتغيير مسارات الرحلات في شتى أنحاء العالم خلال التدريبات العسكرية الكبيرة.

لكن الوضع الحالي غير معتاد إذ إن التدريبات الصينية تقسم 12 ميلا بحريا (22 كيلومترا) من المياه الإقليمية التي تطالب بها تايوان، وهو ما يقول المسؤولون بالجزيرة إنه يتحدى النظام الدولي ويصل إلى حد فرض حصار على بحرها ومجالها الجوي.

وأعلنت شركتا كوريا للطيران والخطوط الجوية السنغافورية إلغاء الرحلات من وإلى تايبيه اليوم الجمعة بسبب المناورات، كما ألغت شركة الطيران الكورية رحلاتها ليوم غد السبت وأرجأت رحلات الأحد.

وقال تلفزيون الصين المركزي إن المناورات العسكرية ستكون أكبر مناورات تجريها الصين في مضيق تايوان. وشملت التدريبات إطلاق ذخيرة حية على المياه والمجال الجوي حول الجزيرة.

وسقطت 5 صواريخ في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، مما دفع طوكيو إلى تقديم احتجاج قوي عبر القنوات الدبلوماسية.

وتشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.

وقال كيشيدا إن طوكيو وواشنطن ستعملان معاً للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وهو طريق ملاحة رئيسي.

وتحذر اليابان، التي تقع أبعد جزرها الجنوبية بالقرب من تايوان أكثر من قربها لطوكيو، من أن التخويف الصيني لتايوان يمثل تهديدا متصاعدا للأمن القومي.

من جهتها، حاولت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي محو آثار الأزمة التي أحدثتها زيارتها لتايوان. وقالت اليوم إن جولتها الآسيوية التي دفعت الصين إلى إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في المياه المقابلة لتايوان، لم تكن تتعلق قط بتغيير الوضع الراهن في تايوان أو المنطقة.

وتزور بيلوسي ووفد من الكونغرس اليابان في المحطة الأخيرة من جولة آسيوية تضمنت مرورا قصيرا ومفاجئا بتايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تعتبرها بكين تابعة لها.

وخلال أرفع زيارة لمسؤول أمريكي للجزيرة منذ 25 عاما، أشادت بيلوسي بديمقراطية تايوان، وتعهدت بالتضامن معها، مما أغضب الصين.

وخلال مؤتمر صحفي في طوكيو، تحدثت بيلوسي عن العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها زيارة تايبيه، محاولة امتصاص غضب الصين، بتجديد التأكيد على أن واشنطن تريد الوضع في المنطقة على ما هو عليه.

وأوضحت «إنه يتعلق بقانون العلاقات مع تايوان، وبالسياسة الأمريكيةالصينية، وبكل التشريعات والاتفاقات التي أرست ماهية علاقتنا. إن الأمر يتعلق بإحلال السلام في مضيق تايوان وبجعل الوضع القائم يسود».