| قصة صدفة قادت «صلاح» للتفوق في الثانوية العامة: حولت من صنايع وبقيت مدرس

ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان نتيجة الثانوية العامة 2022، التي يعتبرها الطلبة وأسرهم نقطة فاصلة في حياتهم الدراسية، ومن ثم العملية، ومع استحواذ مشاعر الترقب على الشارع المصري ووسائل التواصل الاجتماعي، يتذكر البعض قصصهم مع تلك المرحلة، وكيف استقبلوا نتيجتهم آنذاك، منهم العشريني صلاح معاذ، الذي تمكن من النجاح بتفوق، بعد رحلة من الإخفاقات في الدراسة، لتكون النتيجة بداية النجاح في حياته.

الالتحاق بمدرسة ثانوي صناعي

حصل صلاح، ابن محافظة الشرقية، على مجموع منخفض في الشهادة الإعدادية، لم يمكنه من الالتحاق بالثانوية العامة، وفقًا لحديثه مع «»: «جبت 219.5 من 300، والثانوية العامة كانت من 222»، ما جعله يلتحق بإحدى المدارس الثانوية الصناعية في الزقازيق، موضحا أن إهماله في استذكار دروسه، والاهتمام باللعب وتضييع الوقت، كان سببًا في مجموعة المنخفض، لكن أمله ظل مُعلقًا بالالتحاق بالثانوية العامة، وتحقيق النجاح الذي يتمناه.  

انكسار يرممه «فصل الخدمات»

في البداية الأمر استسلم للأمر الواقع على مضض، وبدأ دراسته في المدرسة الصناعية: «شوفت أصحابي اللى كانوا معايا في الدرس في إعدادي وهما خارجين من المدرسة الثانوي.. زعلت واتقهرت أني مبقتش معاهم»، حتى بدأ رحلته في البحث عن أي طريقة تمكنه من الالتحاق بالثانوية العامة.

خلال تلك الرحلة، توصل إلى مدرسة ثانوي عام في قرية صبيح، إحدى القرى التابعة لمركز ههيا، تضم فصل للخدمات: «الفصل ده أتاح ليا أدرس بنظام الثانوية العامة من المنزل، والمصاريف كانت في المتناول، حوالي 600 جنيه في السنة»، وبعدما تجدد الأمل في صدره، وضع أمامه هدفا كبيرا، وهو الحصول على مجموع عال في الثانوية العامة، يمكنه من الالتحاق بإحدى الكليات التي يستطيع من خلالها خدمة المجتمع.

مأزق التحويل لمدرسة الثانوية العامة

عندما واجه صلاح، عائلته بأنه يريد التحويل من المدرسة الصنايع إلى الثانوية العامة، عارضه والده ورفض دفع المصاريف له، اعتقادًا منه أنه سيفشل ولن يحقق أي نجاح، إلا أن أمه هي الوحيدة التي شجعته ومدته بالأموال اللازمة، حتى يتمكن من تحقيق حلمه: «أمي امرأة عاملة، هي الوحيدة اللى وقفت في ضهري.. بعت العجلة بتاعتي بـ100 جنيه، وهي كملتلي الباقي»، كما قرر أن يعمل في فترات الإجازة حتى يوفر لنفسه مصاريف المدرسة والدروس.

الحصول على 92% في الثانوية العامة

حقق صلاح، أمنيته في الالتحاق بالثانوية العامة، وبدأ في استذكار دروسه بكل جد ومثابرة، واضعًا أمامه هدف تخطي حاجز 90% -حسب وصفه-، بما جعل جميع المدرسين يؤمنون به، بسبب ‘صراره ويحفزونه على النجاح: «أول يوم في تالتة ثانوي كتبت على الحيطة في أوضتي 90%، وحطيته هدف قدامي»، ليحقق حلمه ويحصل على مجموع 92% عام 2016.

وقرر بعدها أن يلتحق بكلية التربية للتعليم الأساسي، جامعة الزقازيق، وتخرج منها منذ عامين، بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ليبدأ مسيرته العملية بالتدريس للأطفال في المرحلة الابتدائية.

النجاح في وظيفته بعد التخرج

«تدابير ربنا دايمًا جميلة»، بتلك الكلمات أنهي صلاح حديثه، قائلًا إن أكثر موقف أكد له أن خُلق ليصبح معلما، عندما طلبت منه أساتذة بكلية التربية، أن يمسك الميكروفون، ويقف أمام 200 طالب على المنصة، التي يقف عليها أساتذة الكلية، ليشرح لهم جزء في منهج الجغرافيا بأسلوبه.

وقتها شعر بالخوف الشديد والتوتر في البداية، ثم وجد نفسه يتحدث بطلاقة وسلاسة لم يعهدها في نفسه من قبل، حتى انطلق أصدقاؤه ومن قبلهم أستاذة الجعرافيا في التصفيق له عند الانتهاء من الشرح: «بلاقي متعة وأنا بعلم الأطفال، خاصة لو طفل عنده مشاكل في الاستيعاب، وقدرت أبسطله المعلومات»، بكل إرادة وإصرار حقق صلاح، نجاح وشهرة بين الطلبة وأولياء الأمور في فترة قصيرة.