كان كل ما يشغل بال الأب، نتيجة ابنه في الثانوية العامة، والتحاقه بالكلية التي تؤهله لسوق العمل، وفجأة توقف التفكير تمامًا، وتحولت الأحلام والطموحات إلى ماض في ظرف أيام قليلة، وبدأ رحلة أخرى في البحث عن حق نجله، طالب الثانوية العامة، بعد وفاته في حادث سيارة، لتتشح محافظة الفيوم بالسواد حزنًا على محمد هشام محمد، 19 عامًا، بعد رحيله مساء الخميس الماضي.
تصادف وفاة طالب الثانوية العامة، قبل يومين فقط من ظهور النتيجة، وطموحه بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، أو الفنون التطبيقية، فهو يعشق الرسم، بحسب حديث والده هشام محمد، لـ«»، مؤكدًا أنه لم يهتم بمعرفة نتيجة ابنه، قائلاً: «هعمل إيه بالنتيجة بعد ما ابني البكري راح؟، الثانوية العامة دي ماكنتش شاغالاني خالص، أنا المهم عندي ابني، كان يجيب اللي يجيبه، وكنت سايبه حسب رغبته، وهو كان نفسه يدخل حاجة حسب موهبته».
اتفق الأب وابنه على دخول اختبار قدرات كليتي، الفنون الجميلة أو التطبيقية، ولكن الأمر بينهما انتهى على الانتظار لبعد النتيجة، فلم يكن يخطر على بالهم رحيل أحدهما مبكرًا، وفقًا لحديث الأب هشام محمد.
تفاصيل الحادث
تفاصيل الحادث تعود ليوم الخميس الماضي، حينما قرر الأب وابنه زيارة خال «محمد»، وسبقه الأول للبيت منتظرًا ابنه الذي من المفترض أن يأتي بعد دقائق قليلة، ولكن كل شئ توقف فجأة، حين استقبل الأب نبأ تعرض طالب الثانوية العامة لحادث، أدى لوفاته بعد 10 دقائق فقط من وصوله للمستشفى، مضيفًا: «ابني كان ماشي على الرصيف علشان يطلع الكوبري العلوي، وكان معاه أخوه، وقدامه كانت ماشية أسرة تانية، جت عربية ماشية سريعة من فوق الكبري، وخبطت واحدة ست من الأسرة، وكمان خبطت ابني الكبير، الست ماتت فورًا وابني راح المستشفى واتوفى هناك».
الأب يطالب بحق نجله
عاش الأب «هشام» أياما صعبة بعد فقده لابنه، ودخل في مرحلة من البحث عن حقه، محررًا محضرا في قسم أول الفيوم، يحمل رقم 11701 لعام 2022، ليختم حديثه قائلا: «مش عاوز حاجة غير حق ابني».