اتفق الطلاب الأربعة على الذهاب إلى المصيف، احتفالاً بانتهاء امتحانات الثانوية العامة، ولم يعرفوا أنهم تعاهدوا على الموت سوياً، فلم تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً، وانتقلت أرواحهم إلى بارئها قبل ظهور النتيجة، ومنهم عبده زاهر وعبد الرحمن عبادة، فقد حصلا على ذات النسبة بفارق 2%.
كانت الأحلام تراودهما بتحقيق النجاح في القسم الأدبي، والالتحاق بكليات القمة، لكن يشاء القدر أن تصعد روحهما إلى السماء، مع باقي أصدقائهما في حادث سير، قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة، ليستلمها الأهل بدلاً منهما، وتبكي القلوب دماً على فراق أعز الناس، فقد حصل عبد الرحمن عبادة على 76%، وعبده زاهر على 74%، حسب حديث حسام الدخاخني، صديق مقرب لهما، قائلاً لـ«»: «ربنا يرحمهم دخلوا نفس القسم وماتوا مع بعض، وتقريباً نفس النتيجة، كانوا أصحاب بجد، وأحمد زغلول جاب 92.6% علمي رياضة، وزياد الشربيني لسه نتيجته هتظهر عشان امتحن في السودان، وأنا جبت 89%».
وفاة الأصدقاء في حادث
بعد عام كامل من المذاكرة والاجتهاد، قرر الأصدقاء الأربعة التخفيف من الضغوط التي استمرت لفترة طويلة، بالذهاب إلى مصيف بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، وجهزوا أنفسهم وودعوا أسرهم وداعاً أخيراً لم يخطر على البال، وهم في طريقهم لبلطيم، وسط فرحة عارمة واقتراحات لرحلة سعيدة، لقوا مصرعهم، وبحسب «حسام»: «كنت رايح معاهم بس حصلت لي ظروف، قدر الله ما شاء فعل كان خير ليا وأنا مكنتش عارف».
حزن دموع بعد معرفة الأهالي لنتيجة أبنائهم الضحايا
بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، فكر «حسام» في أصدقائه ضحايا الحادث، ومنهم «عبد الرحمن» و«عبده»، اللذان حصلا على نفس المجموع بفارق 2%، ليحدث شعور مختلط لأسرهم بالفرحة الممزوجة بحزن مكتوم، ووفقاً لـ«حسام»: «أهاليهم عرفوا النتيجة وكانوا بيدعولهم كتير، وقالوا يحتفلوا بيها في الجنة إن شاء الله».