يقف طوال اليوم على سلم خشبي للعمل في الجبس، وبعد أن ينتهي من مهمته يذهب إلى منزله على الفور، لخلع تلك الملابس التي اختلطت ها بمواد الطلاء والدهانات، ويرتدي أخرى مهندمة يحضر بها الدروس، ثم يعود ليذاكر دروسه طوال الليل، هذا هو حال أسامة إبراهيم، عامل الجبس وطالب الثانوية العامة الذي حصل على مجموع 81%.
«أسامة» طالب بالصف الثالث الثانوي قسم علمي علوم، يعيش في مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، ووصل لهذا النجاح والتفوق رغم أن وقته لم يكن مخصصاً بالكامل للدراسة، تعلم صنعة والده الذي يعمل عامل جبس؛ ليساعده في دفع مصروفات الدروس، حسب حديثه لـ«»: «والدي بيشتغل ليل ونهار، عشان يدفعلي مصاريف الدروس، وأنا نزلت أشتغل باليومية».
«أسامة» طالب ثانوي وعامل جبس
يحصل «أسامة» على يومية 90 أو 100 جنيه، وكان يقسم وقته بين الدراسة والعمل، ليحقق حلم الالتحاق بكلية التمريض، إلا أنها أغلقت الباب في وجهه قبل ظهور النتيجة، بعد رسوبه في امتحان القدرات، الذي يعد من أحد الشروط الالتحاق بالكلية: «كنت عامل جدول عشان الشغل والدروس والمذاكرة، وأبويا كتر خيره كان بيعمل كل حاجة عشان يوفر لي اللي أنا عايزه».
توقعات «أسامة» عن نتيجته
توقع «أسامة»، النتيجة التي حصدها لصعوبة امتحانات بعض المواد، فقد حصل على الدرجة النهائية في اللغة الفرنسية، وخسر درجة واحدة في مادة الكيمياء: «اللي وقعني العربي والأحياء، وأنا الحمد لله راضي».
فرحة «أسامة» ووالدته
فرحة عارمة امتلكت «أسامة» بعد معرفته بحصوله على نسبة 81%، وعند إبلاغ والدته احتضنته وبكت لأنها تقدر مدى المعاناة التي كان يعيشها بين الدراسة والعمل، منتظرا الالتحاق بكلية العلوم أو معهد فني صحي: «أمي فرحت أوي، أنا مبسوط من مجموعي، وحتى لو جبت 50% هبقى فرحان، لأني عملت اللي عليا، واكيد ربنا شايلي الأحسن».