| العلماء يفسرون سبب مرور الأرض بأقصر يوم لها على الإطلاق منذ أيام

وسط كل صخب الحياة الحديثة، يستخدم الكثيرون مصطلح مجازي يقول إن الوقت يطير بسرعة، لكن اتضح أنه ليس مجازا بعد أن سجلت الأرض أقصر يوم لها على الإطلاق منذ بدء التسجيل، قبل أيام قليلة.

دارت الأرض حول نفسها بمقدار 1.59 مللي ثانية أسرع من الدوران المعتاد لمدة 24 ساعة في 29 يونيو الماضي، ما يثير احتمالية حدوث ثانية كبيسة سلبية للحفاظ على مواءمة الساعات، وهذه ستكون المرة الأولى في التاريخ التي يجرى فيها تسريع الساعات العالمية.

«لماذا تدور الأرض أسرع من المعتاد؟».. سؤال مهم يحاول العلماء تفسير إجابته، إذ يدعى العلماء أن أسباب مثل تغير المناخ والنشاط الزلزالي ودوران المحيطات كلها يمكن أن تكون مسؤولة، وكذلك سحب القمر وما يسمى بـ«تشاندلر ووبل» المعروف بوجود تغيير في دوران الأرض حول محورها. 

حركة «تشاندلر ووبل»

«تشاندلر ووبل» حركة متذبذبة تحدث عندما تدور الأرض حول محورها، وفي السنوات الأخيرة أصبح الدوران أقل تذبذبًا، ما يعتقد العلماء أنه قد يكون مرتبطا بالسرعة المتزايدة لدوران الأرض، ما يؤدي إلى أيام أقصر.

تبلغ سعة الاهتزاز الطبيعي حوالي 4 أمتار على سطح الأرض، لكنها اختفت من عام 2017 إلى 2020، وجرى الوصول إلى هذا الحد الأدنى التاريخي تمامًا مع بدء تقصير طول الأيام، ومع ذلك لا يوجد الكثير من التفسير لسبب هذا النقص في التذبذب.

آثر من آثار تغير المناخ

يعتبر الاحترار العالمي أيضًا ذا تأثير من خلال ذوبان الجليد والثلج بوتيرة أسرع، واقترحت الأبحاث أنه مع ذوبان الأنهار الجليدية نتيجة لارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي من احتراق الوقود الأحفوري، فإن إعادة توزيع الكتلة تجعل الأرض تدور بشكل أسرع حول محورها، لأنه يؤدي إلى فقدان مئات المليارات من الأطنان من الجليد سنويًا في المحيطات، مما يتسبب في تحرك القطبين الشمالي والجنوبي باتجاه الشرق منذ منتصف التسعينيات.

الأنشطة الزلزالية يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير على سرعة دوران كوكبنا، وهذا لأنها تستطيع تحريك الكتلة نحو مركز الأرض، على سبيل المثال أدى زلزال 2004 الذي أطلق العنان لتسونامي في المحيط الهندي إلى تحويل ما يكفي من الصخور لتقصير طول اليوم بحوالي 3 ميكروثانية، وأدت الزلازل الكبرى في تشيلي في عام 2010 واليابان في عام 2011 إلى زيادة دوران الأرض وبالتالي تقليل طول اليوم.

سرعة وبطء دوران المحيط

دوران المحيط والضغط على قاع البحر يسحبان محور الأرض أيضًا، في نوفمبر 2009 جعلت الأحداث في المحيط الجنوبي الأرض تدور بشكل أسرع قليلاً، مما أدى إلى تقصير نصف أيام الشهر بمقدار 0.1 ميلي ثانية لكل منهما، ولاحظ الخبراء في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا(JPL) في كاليفورنيا ومعهد فيزياء الأرض في باريس في فرنسا أنه تباطأ فجأة في 8 نوفمبر 2009، لتسريعها بعد أسبوعين فقط.