إيدا شتراوس وإيزيدور
أحد أكثر المشاهد المأساوية من فيلم تيتانك الشهير مشهد يصور زوجين مسنين يدسان نفسيهما بهدوء في السرير وينتظران الموت معًا بينما تغرق السفينة، وعلى الرغم من أن لحظة مثل هذه قد تبدو سينمائية للغاية لدرجة يصعب تصديقها، إلا أنها في الواقع كانت مبنية على قصة حقيقة لزوجين يُدعيان إيدا شتراوس وإيزيدور.
على الرغم من أن الزوجين ربما لم يموتا في سريرهما، ولكن الأكيد أنهما لم يبذلا أي محاولة للهروب من تيتانك أثناء غرقها في المحيط الأطلسي، واختارا الموت معًا.
من حياتهما السعيدة معًا إلى رفضهما الانفصال حتى النهاية المريرة، هناك قصة المؤثرة لإيزيدور وإيدا شتراوس، نشرها موقع «all thats interesting».
قصة حب إيزيدور وإيدا شتراوس
منذ البداية، بدا الأمر كما لو أن إيزيدور وإيدا شتراوس مُقَدَرَين أن يكونا معًا، عيد ميلادهما في نفس اليوم 6 فبراير، وكلاهما من أصل يهودي وهاجر كلاهما من ألمانيا إلى أمريكا في حياتهما المبكرة، وتزوجا في عام 1871، وكان إيزيدور مالكًا مشاركًا لسلسلة الزجاج والصيني Macy’s الشهيرة بأكملها.
إيدا شتراوس عاشت ربة منزل وأم حنون، حيث أنجب الزوجان 7 أطفال معًا، توفي منهم ابن واحد يدعى كلارنس في سن الثانية تقريبًا، وعلى الرغم من أن إيزيدور كانت يديه مليئة بالعمل بالإضافة إلى واجباته كعضو في الكونجرس الأمريكي لمدة عام، قيل إن الزوجين كانا قريبين بشكل خاص وبينهما قصة حب جميلة.
المكان الخطأ في الوقت الخطأ
لم يخطط إيزيدور وإيدا شتراوس في الأصل للسفر على متن «تيتانك» من ساوثهامبتون، وفي الواقع لم يكن من المقرر أن يكونا في أوروبا في ذلك الوقت أصلا، فالزوجان كانا يقضيان إجازة في جنوب كاليفورنيا مع شريك أعمال إيزيدور أ. أبراهام، وأدى موت أبراهام المفاجئ إلى ذهابهم إلى عطلة أوروبية في اللحظة الأخيرة.
بعد انتهاء العطلة، قرر الزوجان السفر لديارهما في نيويورك مع خادمتهما الإنجليزية إيلين بيرد من إنجلترا، ولكن بسبب إضراب الفحم في إنجلترا خلال ذلك الوقت، أعطت السفينة التي خططا لأخذها إلى أن تعطي فحمها لسفينة أخرى ولم تسافر، وفي نفس الوقت استعدت سفينة تايتنك الجديدة المشهورة لرحلتها الأولى، فقررا أن يستقلاها.
إيدا شتراوس وليليتها الأخيرة على تيتانك
بعد أن بدأت عمليات الإجلاء في تلك ليلة غرق السفينة، كانت إيدا شتراوس وزوجها يقفان على سطح السفينة بجوار قارب النجاة 8، حاول الكولونيل أرشيبالد جرايسي، وهو راكب كان صديقًا لإيزيدور، إقناع إيدا شتراوس وزوجها بركوب قارب نجاة.
كادت أن تفعل، ولكن لما وجدت أن زوجها رفض بشدة أن يركب القارب لأنه غني وهناك نساء وأطفال لا يزالون خارج قوارب النجاة وقال «لن أذهب قبل الرجال الآخرين»، وقفت إيدا بجانب إيزيدور قائلة: «عشنا معًا لسنوات عديدة، لن أذهب بدونه».
حرص الزوجان على تأمين خادمتهما الجديدة في مكان على قارب نجاة، ومنحها معطف فرو لإبقائها دافئة، وفي المرة الأخيرة التي ظهر فيها الزوجان، كان إيدا وإيزيدور جالسين جنبًا إلى جنب على كراسي على سطح السفينة بينما تغرق السفينة، وفي النهاية ابتلعهم المحيط مع السفينة.
الخادمة تنقل قصة الزوجين للعالم
عند إنقاذها من قارب النجاة، نقلت الخادمة إيلين بيرد تفاني إيزيدور وإيدا شتراوس وارتباطهما ببعضهما البعض للعالم، وحازت القصة على صدى لدى الناس في جميع أنحاء العالم، وعثر الباحثون في النهاية على جثة إيزيدور، وجدوا في جيبه ميدالية من الذهب والعقيق مع صور لأطفاله، وكان لا يزال يرتدي معطفه المبطن بالفراء، ولكن لم يتم العثور على جثة إيدا شتراوس.
بعد إنقاذ إلين بيرد، اتصلت بابنة الزوجين، سارة، لإعادة معطف الفرو التي أخذته منهما قبل أن يغرقا، ولكن شكرتها سارة وقالت: «هذا المعطف لك، أريدك أن تحتفظي به كذكرى من أمي».
دُفن إيسيدور في مقبرة وودلون في برونكس في نيويورك داخل تابوت كتب عليه «المياه لا تستطيع إخماد الحب، والفيضانات لا يمكن أن تغرقه».