ينام أغلب وقته في سريره، منتظرا موعد بتر إحدى قدميه بفارغ الصبر، حتى تنتهي آلامه التي تشتد عليه يوما بعد آخر، بجانب وحدته منذ 8 أعوام، بعد طرده من قبل زوجته وابنته، ليعيش هاشم يحيى، 62 عاما، أيامه الآخيرة في صراع نفسي، يتمنى الموت كل دقيقة ليذق طعم الراحة.
يعيش «هاشم» داخل غرفة غير آدمية بعمارة عفى عليها الزمن، وحيدا يخدم نفسه رغم تخطي عمره الـ60 عاما، فقد طردته زوجته وابنته منذ 8 أعوام، ليصارع المرض دون مساندة أحد، يخفف عنه الألم.
يقول لـ«»: «بنتي ومراتي طردوني من 8 سنين، من غير ما أعمل فيهم أي حاجة، كنت شغال مدير مركز وبعدين فرد أمن، وخرجت على المعاش وباخد 1300 جنيه في الشهر».
معاناة «هاشم» مع المرض
يعيش «هاشم» في شقة صغيرة مكونة من غرفة وحمام ومطبخ، بإيجار 500 جنيه في الشهر، بمنطقة ميت عقبة في حي الزمالك، ويعاني من مرض السكر، إلا أنه تعرض مؤخرا لانسداد الشرايين وتدهورت حالته، لعدم قدرته على دفع ثمن العلاج، وأدى ذلك لبتر أحد أصابع قدمه، إلا أن الألم لا ينتهي بل تضاعف، ولم يعد الجسد قادر على تحمله، ليذهب مرة أخرى لأحد المستشفيات، وطلب منه الطبيب إشاعة على الشرايين بتكلفة 3600 جنيه، وفقاً له: «الإشاعة غالية عليا أوي مقدرش أدفع تمنها، روحت مسجد المصطفى الطبي في صلاح سالم، عشان أعملها من غير فلوس، قالولي تعالى بعد شهر».
انفجار في قدم «هاشم»
في خلال المدة التي حددها الطبيب لـ«هاشم»، لخضوعه للأشعة تدهورت حالته الصحية، لدرجة أن حدث له انفجار في القدم، وفقد القدرة على الوقوف عليها، ليرى أحد الأشخاص صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، ويرأف بحالته: «روحت مستشفى 6 أكتوبر اللي التأمين الصحي بتاعي تبعها، قولتلهم أنا من طرف فلان».
بعد دخول «هاشم» قسم الأوعية الدموية بأحد المستشفيات، وجدوا أن الحالة متأخرة جداً، ويجب بتر إحدى قدميه بطول الركبة، وحددوا موعد العملية يوم السبت المقبل: «أنا تعبان أوي ومتعذب لو القطع فيه راحة ليا يبقى كويس»، بحسب حديه مع «».
يتمنى «هاشم» بعد إجراء عمليه بتر إحدى قدميه أن يتكفل أحد بثمن قدم صناعية له، حتى يستطيع القيام بحاجاته؛ فهو وحيدا لا أحد يقوم بخدمته.