وفي هذا السياق، رأى الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور طارق البشبيشي أن إعلان الغنوشي التخلي عن حركة النهضة «إفلاس سياسي» يكشف حالة التخبط والفوضى التي تواجهها الحركة من الداخل بعدما فقدت التأييد الشعبي لوجودها وقوتها خلال «عشرينية» حكمها، مؤكداً أن «النهضة» تعيش اليوم مخاضاً خطيراً وهو ما أدى بها إلى الخروج من دائرة الضوء والدخول في غيبوبة ما قبل الموت، كما أنها تواجه المزيد من الانشقاقات والانقسامات حول عدد من سياساتها الداخلية، مستبعداً عدم وجود مخرج قانوني للحركة وزعيمها بعدما رسمت حاضراً مظلماً لتونس وللتونسيين.
ونوه البشبيشي لـ«» بأن هناك سيناريوهات عدة دفعت الغنوشي لمثل تلك التصريحات بينها تشديد الخناق عليه في ظل عدد من الإجراءات القانونية التي وضعها الرئيس قيس سعيد أهمها استجوابه بتهم الإرهاب وغسل الأموال وتورطه في عشرات الجرائم، فضلاً عن رفض الشعب التونسي دعوات الحركة الإخوانية التظاهر ضد الرئيس، إضافة إلى أزمات داخلية وبالتالي لم يعد للحركة «الذراع السياسي لجماعة الإخوان» أي تواجد في تونس، بعدما وقعت في فخ أعماله وهو أمر تدركه جيداً.
وأوضح الباحث أن الحركة تمر بحالة ارتباك شديدة خلال الفترة الراهنة بعد إعلان العديد من قياداتها استقالاتهم ونجاح الاستفتاء على الدستور الجديد الذي ضرب أحلامهم في عدم العودة للمشهد السياسي من جديد، مشدداً على أن الإخوان بطبعهم معادون لفكرة الدولة المدنية.