سنوات دراسية طويلة قضاها الطالب صموئيل مجدي، ابن محافظة المنيا، في اجتهاد وسعي، متحديًا ظروف إعاقته، واضعًا أمامه حلم التفوق والالتحاق بكلية معينة، حتى أتت اللحظة الفارقة في حياته وقت إعلان نتيجة الثانوية العامة 2022، ليجد نفسه حقق حلم التفوق بمجموع 90.54%، لكن حُرم من الحلم الثاني نتيجة لكونه من ذوي الهمم.
معاناة «صموئيل» من إعاقة حركية
بصوت حزين، روت منال وديع، والدة الطالب «صموئيل»، خلال حديثها لـ«»، أن نجلها يعاني من شلل دماغي سبب له إعاقة حركية بسيطة، مضيفة أن السبب في ذلك يعود إلى تعرضه لنقص أكسجين وقت ولادته، نتج عنه ضمور بعض خلايا المخ، الأمر الذي أدى إلى حدوث الشلل.
«إحنا بدأنا رحلة علاجه من وهو صغير».. قالتها الأم التي تعيش بمركز سمالوط محافظة المنيا، موضحة أن ذلك أتى بنتيجة إيجابية على نجلها؛ إذ تحسنت حركته إلى حد كبير، وأصبح بإمكانه المشي في حال أن يسنده أحد، بالإضافة إلى تمكنه من استخدام «اللاب توب» وكافة الأجهزة الحديثة: «إيده فيها رعشة بسيطة بس بيعرف يعمل كل حاجة على اللاب توب».
«الأم»: ابني تعب في المذاكرة وفي الآخر اتحرم من حلمه
وعن مشوار «صموئيل» التعليمي، أكدت الأم، وهي مديرة لإحدى مدارس مركز سمالوط، أن ابنها مشهودًا له بالتفوق من أساتذته خلال مراحله التعليمية المختلفة، وأنه كثيرًا ما كان يطوي ساعات ليله – خاصة في المرحلة الثانوية – في المذاكرة والمراجعة؛ أملًا في أن يصبح طبيبًا نفسيًا ويتمكن من تخفيف حدة الأمراض والاضطرابات النفسية عن المرضى، وأنه بعد كل هذه الرحلة الطويلة التي شهدت تعب ومجهود كبير، لم يجد أمامه سوى الحرمان بابًا ليدخله: «ابني تعب جدًا في المذاكرة وفي الآخر مش مسموحله أنه يدخل أي كلية غير حقوق أو تجارة أو آداب»، وأن ذلك بقرار من المجلس الأعلى للجامعات، وأن نجلها حصد نتيجة 90.54% شعبة علمي علوم.
وبصوت غلبه الحزن، راحت الأم تعترف بوطأة الإعاقة على ابنها، موضحة أنه مُدرك تمامًا لظروفه الصحية وتداعياتها، ولذلك لم يفكر يومًا بأن يُصبح طبيبًا جراح أو ما شابه من تلك المهن التي تتطلب دقة في الحركة، وأنه فقط يتمنى لو يحقق حلمه بأن يكون طبيبًا نفسيًا، أو صيدلي: «دلوقتي الصيادلة مش بيعملوا تركيبات في الصيدلية، وهو بعد التخرج يقدر يقف في صيدلية ويصرف أدوية ويشتغل».