| «توفيق» من الهندسة إلى صانع محتوى بـ9 آلاف مقال: «هتحبوا العلوم بسببه»

داخل غرفته الواسعة، يمكث «محمود توفيق» على المكتب، وأمامه جهاز الكمبيوتر الخاص به، يجاوره عدة كتب لفنون وأخرى ثقافية وعلمية، يمسك قلمه ويدون بعض الملاحظات في المذكرة الخاصة به، مستغلا ولعه وحبه للكتابة الذي ظهر منذ طفولته حينما فتح عينه على مكتبة والده المليئة بالكتب التاريخية.

محمود توفيق، طالب كلية الهندسة جامعة المنصورة، لم يعمل بمجاله، اكتشف موهبته بالكتابة والشرح مبكرًا ليقرر بعدها تطويع دراسته بها، ويبدأ في تطوير طريقته الكتابية من خلال القراءة، لينجح في كتابة أكثر من 9 آلاف مقال وتقرير في جميع المجالات العلمية والتثقفية على مواقع عربية وأخرى أجنبية.

شريحة كبيرة من الشباب

«ورثت ملكة الكتابة والقراءة من والدي، بحس بساعدة لما أوصل معلومات إلى الناس ويفهموها»، هكذا بدأ «توفيق» حديثه لـ«»، معبرًا عن تعلقه الشديد بالكتب منذ صغره، من هنا راودته فكرة نشر المقالات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» من خلال هاشتاج «#MTM_Spread_Science».

منذ أكثر من عشر سنوات، بدأ «توفيق» بشكل حر في الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليغير فكرة الشباب عن التقارير المعروفة المليئة بالمعلومات: «دايما بحاول أخلى أسلوبي ممتع ومشوق للقارئ علشان ميزهقش»، ليتمكن في وقت قصير من تكوين عريضة من المتابعين الشباب.

ويعتمد «توفيق» على مصادر موثوقة في المحتوى الذي يقدمه سواء من خلال المقالات التي يكتبها أو الفيديوهات التي تؤكد حدوثها: «مفيش مصدر مُعين بتعتمد عليه ككاتب، ولكن الأكيد إنها مصادر صحيحة معتمدة من كتب علمية ومواقع موثقة، ويمكن ده اللي ميز المحتوى وكان سبب أنه ينتشر بسرعة».

مبادرة لتدريب على الكتابة

لم يكتف الشاب العشريني بتحقيق رغبته في الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، فأطلق مبادرة «الباحثون المصريون» بالتعاون مع أحد أصدقائه، لتشجيع الشباب من جميع محافظات الجمهورية على الكتابة والقراءة، من خلال عرض عليهم مقالات علمية لتدريبهم على أصول الكتابة.

أمنيات كثيرة تدور بخاطر محمود توفيق، في مقدمتها أن يكثف نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة « عايز انقل المقالات لمنصة جديدة زي اليوتيوب أو التيك توك نظرًا لكبر وانتشار جمهورها»، كما يأمل أن ينجح الفترة القادمة في مساعدة الأجيال الجديدة على إدراك أن العلوم ممتعة ولكن طريقة الإلقاء هي التي تفرق.