إضافة إلى انشغال الشعوب بمستقبل أزمتها الصحية الناجمة عن تفشي فايروس كوفيد19، والإصابات المتزايدة لفايروس جدري القرود؛ انشغلت الولايات المتحدة وبريطانيا أمس الأول باكتشاف وجود فايروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في العاصمة البريطانية لندن، وفي نيويورك. وأعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أنها اكتشفت 116 عينة من فايروس شلل الأطفال في 19 عينة من مياه الصرف الصحي في لندن. واعتبرت الوكالة ذلك دليلاً على وجود إصابات بهذا الفايروس في عدد من أحياء لندن. وقررت الحكومة البريطانية إثر ذلك توزيع جرعة تنشيطية من لقاح شلل الأطفال لجميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، محذرة من أنها المرة الأولى التي يعود فيها هذا الفايروس للظهور منذ ثمانينات القرن الـ 20. ومن المفارقات أنه لم تُكتشف أية إصابة حقيقية ملموسة بشلل الأطفال. ولذلك رأت الحكومة البريطانية أنه يجدر بها أن تستبق أي اندلاع محتمل لهذا الفايروس. وأعلن مسؤولوها أنه تم توجيه جميع الأطباء العموميين بأن يعرضوا على جميع الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين سنة وتسع سنوات الحصول على جرعة تنشيطية لمصل شلل الأطفال. ولا يوجد أي علاج لشلل الأطفال. غير أن اللقاح المضاد له يجعل الفايروس غير قادر على إصابة الطفل بالشلل، إلا بحدود 1% من الأطفال. ويقول خبراء صحيون، إن الفايروس الذي تم العثور عليه في مياه الصرف الصحي في أحياء لندن هو من النوع الذي يطرحه الأطفال في فضلاتهم بعد خضوعهم للتطعيم باللقاح. وهو على رغم أنه غير مؤذٍ؛ إلا أنه قادر على التفشي وسط الأطفال غير الحاصلين على اللقاح، وبالتالي يمكنه أن يتحور وراثياً لينتج سلالات منه أشد أذى وقدرة على التسبب بالمرض. وكانت الولايات المتحدة اكتشفت في يوليو 2022 إصابة شخص بشلل الأطفال خارج نيويورك. وقالت السلطات الصحية هناك، إن الشخص المشار إليه لم يخضع للتطعيم. وهي أول إصابة من هذا القبيل خلال أكثر من 10 سنوات. وقال مسؤولو الصحة في نيويورك أخيراً، إن وجود فايروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في نيويورك يعني وجود تفشٍّ محلي للمرض. وحضت السلطات السكان على التقدم للحصول على اللقاح المضاد لشلل الأطفال، محذرة من أن الإصابة بهذا الفايروس تؤدي عادة إلى الشلل، والوفاة أيضاً. ويذكر أن لقاح شلل الأطفال تم اكتشافه في سنة 1955. ويأتي فايروس شلل الأطفال غير مصحوب بأعراض. ويقوم المصاب بنقل عدواه من دون أن يكون على علم بأنه يحمل هذا الفايروس. وتقول غالبية دول العالم، إنها قضت على فايروس شلل الأطفال منذ ثمانينات القرن الماضي. لكن الفايروس لا يزال يشكل تهديداً، وإن يكن محدوداً، في عدد من الدول الفقيرة على وجه الخصوص.
للمرة الأولى منذ سنة 1894؛ سيغيب مسحوق (بودرة) «تَلْك» الذي ظل مرتبطاً بالمواليد والأطفال؛ بعدما أعلنت شركة جونسون آند جونسون الدوائية الأمريكية أنها قررت وقف مبيعاته على مستوى العالم اعتباراً من سنة 2023. وكانت الشركة أوقفت توزيع مسحوق تلك في الولايات المتحدة وكندا في 2020. وعزت قرارها إلى انخفاض الطلب على المسحوق، بسبب ما سمته «التضليل» المتعلق مأمونية هذا المُنتَج، والتحديات القانونية. وكان مسؤولو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية اكتشفوا وجود مادة الأسبيستوس في عينات من بودرة جونسون آند جونسون. وقالت الشركة، إنها قررت استدعاء 33 ألف علبة من هذا المسحوق على سبيل التحوط. وتمسكت الشركة بأن مسحوقها لا يسبب الإصابة بالسرطان. وتواجه جونسون آند جونسون نحو 33 ألف دعوى بهذا الشأن. واضطرت الشركة إلى دفع تسويات وتعويضات قدرت بـ 3.5 مليار دولار، بينها حكم لمصلحة 22 امرأة تم تعويضهن بأكثر من ملياري دولار.
سارعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للتقليل من شأن التقارير التي أكدت اكتشاف أثر مادة مسرطنة في دواء للسكري يحظى بشعبية كبيرة، ويستخدم على نطاق واسع في أرجاء العالم. وقال خبراء صحيون، إنهم اكتشفوا وجود مادة مسرطنة في عقار جانوفيا، الذي يطلق عليه أيضاً جانوميت، وتنتجه شركة ميرك الدوائية الأمريكية لعلاج سكري النوع الثاني. والمادة الرئيسية المستخدمة في صنع هذا الدواء هي سيتاغليبيتين. وقد عاد هذا الدواء على شركة ميرك بعائدات فاقت 5 مليارات دولار. وأعلنت ميرك أنها أول من اكتشف وجود التلوث السرطاني في بعض عبوات الدواء المذكور، وأنها من أبلغ السلطات الرقابية بما اكتشفته. وأضافت، أنها تعمل على معالجة هذا الشأن، بالتعاون مع السلطات الصحية في بلدان العالم. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت استخدام عقار شركة ميرك لعلاج السكري في سنة 2006. وتعرف المادة الملوِّثة بـ NTTP. وأصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بيانات في سنة 2018 لتوعية الجمهور بوجود هذه المادة الضارة في عينات من دواء حرقان القلب «زانتاك»، وفي المضاد الحيوي المسمى ريفامبين، وفي دواء الإقلاع عن التدخين المسمى تشانتكس.
مادة «مُسرطنة» في أشهر دواء للسكري !