| «عم حسين» 35 عاما في بيع الخس: بوديه لحد البيوت وببطل شغل في الصيف

تجلس السيدة الأربعينية بانحناءة لمدة لا تقل عن 3 ساعات، تضع الخس في صف واحد، بينما يأتي زوجها «عم حسين» لتنظيفه بالماء، ثم يحمله بين ذراعيه ويدور به على بيوت حي الجمالية، يعرض بضاعته على الناس، وفي نهاية اليوم يجلس مستلقيا على سريره دون حركة، من شدة التعب طوال النهار، تفاصيل يوم يتكرر في حياة حسين حسن وزوجته «منال» منذ 35 عاما.

كفاح عم «حسين» وزوجته

يحكي «حسين» 55 عاما، عن عمله منذ 35 عاما، إذ يبدأ بالاتفاق مع تاجر خضار لشراء كمية من الخس، ثم تأتي السيارة محملة بالبضاعة أمام منزله في مساكن الدراسة، ويعطيه كمية لا بأس بها من الخس، وهنا تبدأ مهمة زوجته منال محمد، فتجلس على الأرض بانحناءة بسيطة لوضع كل الكمية في صفوف منظمة، حسب حديث «حسين» لـ«»: «بشتري حوالي 100 ربطة خس، وزوجتي بتقعد مدة طويلة لا تقل عن 3 ساعات، تنضفه وترصه جنب بعضه».

عم «حسين»: الرزق من عند ربنا

يقوم عم «حسين» برش المياه على الخس وغسله جيداً، ثم يحمل كمية منه بين ذراعيه، ويضع الباقي في عربة من الخشب، ويسير في الشوارع ينادي على بضاعته، ويذهب إلى منازل الزبائن يبيع لهم، ويظل على هذه الحالة طوال النهار تحت أشعة الشمس الحارقة، كل ما يدور في باله أن يوفر لأسرته قوت يومهم: «ممكن أكسب 150 أو 200 جنيه آخر النهار، الرزق ده من عند ربنا، والحمد لله على كل شيء».

عم «حسين» يعتبر نفسه ميسور الحال في فصل الشتاء، لأنه موسم زراعة الخس، ويظل باقي السنة عاملا باليومية في أي شيء: «شغال على الله بقعد الفترة دي أرزقي أشيل حاجة».

«حسين»: نفسي في معاش كرامة

 لا يمتلك «حسين» أي مصدر رزق سوى بيع الخس، ويعتمد على زوجته التي تساعده في العمل، رغم معاناتها من مرض السكر والغضروف، ويسكنان في شقة صغيرة من غرفتين وحمام، مع أبنائهما الـ4، عامل دليفري وآخر في ورشة وابنتان دون عمل: «نفسي في شغلانة  في معاش كرامة عشان الشغل واقف، وولادي بياخدوا يومية بسيطة».