لم يحصل محمد محمود، على شهادة تعليمية، لكنه أصبح متخصصا في صناعة كوكتيلات متنوعة من الفاكهة، إذ يقف على عربة صغيرة مرتديًا كمامة في وجهه وقفازات في يديه، ويساعده والدته وزوجته وحماته وشقيقاته مقابل أجر مادي بسيط.
ولد «محمد» من أم سورية وأب مصري، ونعم بطفولة هادئة بعض الشيء في سوريا، وعاد مع أسرته إلى مصر وكان يخطط لتلقي تعليم جيد، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد توفي والده وأصبحت الأحلام مجرد رماد فلم يحصل على شهادة دراسية، وأصبحت ظروفه صعبة ليقرر العمل من أجل الإنفاق على والدته وأخوته البنات، بحسب حديثه لـ«»: «أنا الولد والوحيد فكان لازم أتحمل المسئولية، علشان أقدر أصرف كويس على والدتي وأخواتي البنات بعد وفاة والدي».
«محمد» دكتور الفاكهة
قرر «محمد» العمل في أي شيء ليوفر قوت أسرته، فعمل سائقا وشيالا وغيرهما، حتى استقر على مشروع بسيط من عربة صغيرة، إذ يصنع كوكتيل الفواكه بطرق متعددة، ومن هنا لقبه البعض بـ«دكتور الفاكهة» وتعددت زبائنه في فترة وجيزة لعدة عوامل، منها الفاكهة الطازجة، النظافة، استخدام أجود الأنواع من الصوصات، فضلًا عن الأسعار الرخيصة التي في متناول الجميع: «مش مجرد فاكهة على بعضها وخلاص، لأ بحط عليها نكهات مختلفة عصاير أو صوصات شيكولاتة وكراميل، وبعمل الكوكتيل على حسب طلب الزبون».
أسرة «محمد» تشاركه العمل في الفواكه
أدى «محمد» رسالته تجاه إخوته البنات وجهزهن على أكمل وجه، لتنعم كل منهن بالاستقرار مع زوجها، ولم ينس نفسه بل تزوج هو الآخر وأنجب ولدين في المرحلة الابتدائية، وفضل العيش مع والدته حتى لا يتركها وحيدة، بل تأتي معه إلى العمل لتساعده مع بناتها وزوجته وحماته، فالجميع يشارك «محمد» في مشروعه نظير يومية بسيطة في حدود 50 جنيهًا، وفقاً له: «كل واحدة بتيجي يوم مرة زوجتي ومرة واحدة من أخواتي البنات أو والدتي أو حماتي، بيغسلوا الفاكهة كويس ويقطعوها وأنا أعمل الميكسات على بعض، يوميتهم من 30 إلى 50 جنيهًا وأنا بيطلع ليا 200 جنيه في اليوم».