| حياة «محمد» بين السرطان والثانوية.. الأول على المدرسة ومات بعد النتيجة

فرحته بحصوله على المركز الأول في الثانوية العامة لم تكتمل، فبعد أيام قليلة أنهى السرطان حياته، ومات محمد أيمن عثمان، 18 عامًا، الأول على شعبة أدبي في مدرسة محمد أمين الراعي، التابعة لإدارة البساتين بمحافظة القاهرة، بعد حصوله على مجموع 85%، ولم يكتمل حلمه بالدراسة في كلية الإعلام، رغم حصوله على مجموع يؤهله إلى الالتحاق بها، متحديًا السرطان الذي أصيب به قبل 8 أشهر.

بعد شهرين فقط من بداية مارثون الثانوية العامة 2022، شعر «محمد» بآلام في صدره، ذهب على إثره للعديد من الأطباء، الذين طالبوه بالأشعة التي كشفت مفاجأة موجعة بعد شهرين، وهي إصابته بورم خبيث في الصدر، وأصبح الشاب يدرس في الثانوية العامة داخل مستشفى 57357، بحسب حديث والده أيمن عثمان لـ«»: «ابني كان أجرى عملية قبل الإصابة بشهور كتير، وكان بياخد مسكنات عشان يخفف الألم، وبعد شهور قليلة عرفنا إن أصيب بالمرض الخبيث في شهر أكتوبر 2021».

«محمد» يذاكر على السرير

رغم حالته المرضية الصعبة، وأنه معرض للموت في أي وقت، قرر «محمد» أن يكمل دراسته في الثانوية العامة، ويحقق طموحه بدخول كلية الإعلام، فكانت حياته بين المذاكرة في البيت على السرير، وتناول جرعات الكيماوي في مستشفى 57357، والامتحان داخل لجنة مخصصة في المستشفى.

حياة «محمد» بين السرطان والثانوية

يروي «أيمن»، تفاصيل حياة نجله بين دراسة الثانوية العامة، وتناول جرعات الكيماوي، فمنذ بداية شهر 12 الماضي، بدأ في تناول الكيماوي المكثف، الذي جعله يقضي أسبوعًا في مستشفى السرطان، ثم يعود ليقيم أسبوعين في بيته، يذاكر مستلقيًا على سريره لعدم مقدرته على الجلوس: «ابني كان راضي جدًا بقضاء ربنا، رغم إن مناعته كانت بتضعف والتعب بيزيد، لكن أصر ياخد الدروس أون لاين، وقدر إنه يطلع المركز الأول على المدرسة، وهو ضمن أوائل الإدارة».

يوم الخميس الماضي، ساءت حالة «محمد» الصحية، وانتهى طموحه عند هذا الحد، وتوفي متأثرًا بإصابته بالسرطان، ليدخل الحزن على أسرته.