«فواجع اليتمة» تعيد مخاوف المدينة من السيول

أعادت الأمطار الغزيرة، التي هطلت أخيراً على منطقة المدينة المنورة، المخاوف من تكرار الأحداث التي نتجت عن اجتياح السيول لكثير من القرى والهجر وبعض الأحياء قبل 20 عاماً في مركز اليتمة، وأدت إلى سقوط عدد من الضحايا، إذ دهمت السيول المنازل والمزارع. وأعاد الباحث والمؤرخ التاريخي نائب رئيس المجلس البلدي الأسبق في المدينة المنورة المهندس محمد أنور البكري، إلى الأذهان السيول التي جرت في بعض الأودية في المدينة المنورة، منها وادي العقيق، محذراً من التعدي على الأودية، خصوصاً المخططات السكنية التي تقع ضمن الأودية وتم منح تصاريح لها، وقال: «قد ترتفع الحالة المطرية خلال السنوات القادمة، فهناك ارتفاع بشكل مستمر سنوياً في معدلات الأمطار».

وأضاف، أن جامعة طيبة والجامعة الإسلامية تقعان ضمن مجاري السيول، وكذلك الحال لبعض المخططات والأحياء، مطالباً بتسريع دراسة وتوصيات إدارة الدفاع المدني التي أجريت بعد السيول التي دهمت مركز اليتمة، والإسراع في إزالة التعديات على الأودية الكبيرة كأودية العقيق وقناة وبطحان، والاهتمام بالأودية الفرعية والتي لها أصول تخترق كثيراً من الأحياء مثل وادي قناة ومهزوز والفحل والمبعوث.

يشار إلى أن أمانة المدينة المنورة أصدرت تقريراً حول تنفيذ وتكملة العديد من المشاريع الحيوية بأسرع وقت، وركزت على ضرورة تحويل العديد من مجاري الأودية وفتح قنوات تصريف لمياه الأمطار داخل جامعة طيبة، وخفض منسوب خط تحلية المياه بوادي العقيق وتطوير خدمات تصريف المياه في المخططات المعتمدة، إضافة إلى الحلول العاجلة المطلوبة للأودية والمخططات السكنية. كما كشف التقرير حاجة الأمانة لنزع ملكية العقارات المتداخلة مع العرض التصميمي لوادي العقيق من الطريق الدائري الثالث حتى التقائه مع وادي قناة، إضافة إلى العقارات المتداخلة مع وادي الحمض حتى سد الغابة، وتعتمد آلية العمل على تنفيذ قنوات تصريف السيول في مخططات العزيزية ومخططات حمراء الأسد، ومخطط البدر وشعاب وشرائع مخطط الشيبية والوسيعة.