في تطور لافت، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم (الثلاثاء)، تأجيل تظاهرات (السبت) القادم إلى إشعار آخر. وقال في تدوينة: أعلن تأجيل موعد تظاهرة السبت إلى إشعار آخر، لكي أفشل مخططاتكم الخبيثة ولكي لا أغذي فسادكم بدماء العراقيين الذين راح الكثير منهم ضحية لفسادكم وشهواتكم”. ولليوم الثاني على التوالي، شن صالح محمد العراقي المعروف بـ«وزير الصدر» اليوم هجوماً جديداً على قوى داخل تحالف «الإطار التنسيقي» الموالي لإيران، وسط تصاعد المخاوف من وقوع صدامات مسلحة على وقع أزمة سياسية حادة.
ووصف تلك القوى بـ«الثالوث المشؤوم الذي يلعب بالنار»، متهماً إياها بتأجيج الحرب الأهلية.
وقال وزير الصدر في بيان حصلت «» على نسخة منه: «يجب على الكتل المنضوية في الإطار كبح جماح الثالوث الإطاري المشؤوم فوراً، فهذا الثالوث يلعب بالنار وقد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام أو المظاهرات مقابل المظاهرات، فإننا إن نتظاهر إنما نتظاهر ضدّ الفاسدين».
ووجه حديثه لما وصفه بـ«الثالوث الإطاري المشؤوم» بقوله: «لا تظنوا أن دعوتكم لمظاهرات كبرى ستزعجنا أو تخيفنا، فنحن لن نمد يدنا ضدكم حتى وإن فعلتم ذلك، ولا أظن أن من تجبرونهم على التظاهر إلا إخوتنا ولن يطيعوكم في ذلك فهم أكثر حباً للعراق منكم وأحرص على عدم إراقة الدماء أكثر منكم، بل قد يلتحق الكثير منهم معنا لأنكم لا تريدون إلا استمرار حكمكم الفاسد ليس إلا، وتريدون أن تجعلوهم حطباً لشهواتكم وأحزابكم وتجارتكم ولدولتكم العميقة». ودعا من عدهم «محبّي الإصلاح» إلى عدم التمادي مع «الثالوث الإطاري المشؤوم».
وفيما لم يكشف العراقي عن الثلاثي المشؤوم إلا أن حديثه يشير إلى القوى التي تنظم الاعتصام المقابل لاعتصام الصدريين، على عتبة المنطقة الخضراء، وهي دولة القانون برئاسة نوري المالكي، مليشيا العصائب بزعامة قيس الخزعلي، وتيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم.
واحتدم الصراع فيما يحاول هادي العامري القيادي في تحالف الإطار التنسيقي تقديم ضمانات غير مسبوقة للخروج من الأزمة، لكنه لم يتمكن من لقاء الصدر الذي أغلق باب الحوارات مع القوى السياسية في أبريل الماضي، حين قرر الاعتكاف 30 يوماً ثم أعقبها بمهلة أخرى 40 يوماً، قبل أن يقرر في منتصف يونيو الماضي الاعتزال النهائي عن المشاركة في الحكومة. وأفادت مصادر من داخل الإطار التنسيقي بأن العامري يحاول إعطاء ضمانات غير مسبوقة عن طريق شركاء الصدر وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني، لعقد لقاء مع زعيم التيار.
وبحسب معلومات من مصادر مطلعة فإن العامري مستعد للحوار مع الصدر من أجل إعادة الانتخابات ووضع إجراءات جديدة وتعديل الدستور. لكن بالمقابل يقلل التيار الصدري من قيمة تلك الضمانات خصوصاً أن الصدر كان قد رفض ما أسماه «الحوارات الهزيلة» في رده على دعوات التفاوض.