| «تعزيز الحوار بين الثقافات».. مشروع الهيئة الإنجيلية لدعم المجتمع

انطلاقا من أهمية المناقشة وتبادل الحوار بين الأفراد، ودورهما في خلق التعاون البنّاء، بما ينعكس في النهاية بصورة إيجابية على مستوى التنمية في المجالات كافة، أطلقت الهيئة القبطية الإنجيلية بالقاهرة، مشروع «تعزيز الحوار بين الثقافات» بمحافظتي الأقصر والجيزة، في الفترة من 16 أغسطس الجاري حتى فبراير 2023.

ويهدف المشروع إلى توطيد ثقافة التعاون بين أطياف المجتمع المختلفة بفئاته كافة، من خلال الاستعانة بمتخصصين قدموا مواد علمية تتناول مفهوم المشاركة والتعاون وقبول الآخر ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في بناء الإنسان، إلى جانب تسليط الضوء على مفاهيم التنمية المستدامة والمواطنة والتفاوض وإدارة النزاع.

المشروع يجمع بين مختلف فئات الشعب المصري

وشارك في مشروع «تعزيز الحوار بين الثقافات» كمتحدثين، كلا من الدكتور رامي عطا، أستاذ بمعهد الإعلام أكاديمية الشروق، والدكتورة سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، كما حضرت شرائح مختلفة تمثل أغلبية الشعب المصري، بدايةً من ممثلي الأزهر الشريف والكنيسة، مرورًا بالإعلاميين والصحفيين والأكادميين، وصولًا في النهاية إلى مؤسسات المجتمع المدني، وراح كلٌ منهم يشارك بخبراته الحياتية ويتبادل مع من حوله أطراف الحوار والحديث والنقاش، من خلال وِرش عمل تهدف إلى ترسيخ مبدأ الحوار وبيان أهميته.

وذكر الشيخ أشرف صلاح، واعظ بالأزهر الشريف، أحد حضور المشروع، خلال حديثه لـ«»، أن لغة الحوار والمناقشة هي ما يجب أن تسود بين الناس لنبذ الخلاف، وبالتالي قطع الطريق أمام العنف بأشكاله كافة، مضيفًا أن المشروع ساهم في ترسيخ هذه اللغة بشكل كبير، من خلال تسليط الضوء عليها، وتوضيح المهارات التي من شأنها خلق حوارًا فعالًا ومُثمرا.

«واعظ بالأزهر»: التنمية الحقيقية هي تنمية العقول

وأشاد «أشرف» بهدف المشروع السامي وضرورته، موضحًا أن التنمية الحقيقية هي تنمية العقول: «الاختلاف سنة من سنن الكون، فلا بد أن يسود الاحترام بيننا وقت الاختلاف وأن ننتقد الفكرة لا أن ننتقد الأشخاص»، لافتًا إلى أن تعاليم الدين الإسلامي ترفض التمييز والعنصرية بين الناس، وتدعو إلى الحوار والتعاون والمشاركة.

من جانبه، أكد القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة مار جرجس بالعجوزة، أن الهيئة القبطية الإنجيلية هي إحدى المؤسسات الاجتماعية الفعالة جدًا، وتركز دائمًا على القضايا الفكرية والمهارات الحياتية، والمفاهيم التي تهم الناس، وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ومدى تواصلهم مع من حولهم، والتي كان من بينها ثقافة الحوار والتعاون وقبول الآخر.

وأشار «ثيؤفان»، إلى أنه ومن خلال مشاركته في المشروع اكتسب العديد من المهارات الشخصية والاجتماعية المفيدة، وأنه سيعمل على نقل تلك الخبرات إلى شعب الكنيسة لتزداد مساحة المستفيدين: «القائمون على المشروع قصدوا يختاروا فئات قيادية في المجتمع تشارك في المشروع عشان كل واحد ينقل اللي اتعلمه للي حواليه وبينتظروا رأيه».

أهمية ترسيخ مبدأ المواطنة ولغة الحوار

كما أوضحت شيماء إبراهيم، عضو بجمعية تنمية المجتمع المحلي، أحد حضور المشروع، أن التركيز على مفاهيم المواطنة والتنمية المستدامة وترسيخ ثقافة الحوار وقبول الآخر من أهم احتياجات المجتمع المصري، لاسيما في الفترة الحالية، لِما لها من دور فعال في قطع الطريق أمام قوى الشر، التي تحاول نشر الفتنة والوقيعة بين أطيافه، إلى جانب دورها الكبير في التعاون وزيادة الإنتاج.

وأكدت «شيماء» في حديثها مع «»، أن ما قدمه القائمون على مشروع «تعزيز الحوار بين الثقافات» من مواد علمية وأنشطة ساهم بدور كبير في تسليط الضوء على كل هذه المفاهيم والمهارات وبيان أهميتها، لافتة إلى أنها تتمنى الإكثار من مثل هذه المبادرات والمشاريع التي تثري العقول وتُكسب المهارات.